الرياضة

بلماضي…الحلقة الأهم في الخضر

شعبان مرزقان نجم الخضر السابق:

 * محرز يستحق العلامة الكاملة

يعد شعبان مرزقان أحد أبرز اللاعبين الذين مرّوا على تاريخ الكرة الجزائرية، فابن  مدرسة نصر حسين داي كان قد أبهر خبراء كرة القدم في العالم بالمستويات التي قدّمها مع منتخب محاربي الصحراء، في مركز الظهير الأيمن، خاصة في مونديال 1982 بإسبانيا والمباراة الشهيرة ضد ألمانيا بانطلاقته النارية، رفقة أسماء أخرى تألقت في جيله، على غرار الثلاثي لخضر بلومي، صالح عصاد ورابح ماجر.

وتحدّث شعبان مرزقان في الحوار التالي، عن العديد من الجوانب التي تخص الكرة الجزائرية، حيث تطرق لمستوى الدوري المحلي، وكذلك المنتخب الوطني، مشيداً بالمدير الفني جمال بلماضي الذي يرى فيه محظوظاً لتوفر له هذا الجيل من اللاعبين المميزين، ومعرجاً على وضعية النجم رياض محرز مع فريقه مانشستر سيتي.

 

*ما هي نظرتك لمستوى الدوري المحلي في عهد كورونا؟

 أرى أنه ليس من السهولة لكي نطلق أحكاماً قاسية على اللاعبين، الذين بقوا لـ3 أشهر دون تدريبات بسبب وباء كورونا، وبعد انطلاق الدوري ومع الوقت الضيق الذي كان في حوزة المدربين من أجل التحضير، ولهذا يجدون صعوبات كبيرة في تحضير قائمة متكاملة من اللاعبين للعب مباراة في وسط هذه الظروف، وهو حال المحضر البدني الذي بدوره سيكون الأمر صعباً أمامه لتحضير اللاعبين، خاصة هذا الموسم الذي يشهد كثافة المباريات بعد اعتماد بطولة دوري مكونة من 20 فريقاً.

*تعني أن مستوى الدوري لم يكن مرضياً؟

 الأمر لم يقتصر فقط على الدوري المحلي، لقد رأينا ذلك أيضاً في كبريات الدوريات الأوروبية وهو ما تمثل في العدد الهائل من اللاعبين المصابين في مختلف الفرق، مما جعل المدربين يلجؤون لتدوير التشكيلة حتى لا تتعقد أكثر الأمور بالنسبة لهم، إضافة إلى أن هذا الجيل لأول مرة يعيش مثل هذا الظرف الذي يعيشه مع الوباء، ولهذا دائماً كنت أقول إن كلّ فريق يظل بحاجة لطبيب نفسي، من أجل تجاوز هذه الظروف، من منطلق أنه من الصعب على المدرب أن يقوم بكل شيء لوحده.

 

*رغم كلّ الصعوبات، إلا أننا رأينا العديد من الشبان المميزين، هل تتفق مع هذا الرأي؟

 صحيح، لكن السؤال المطروح هل رأينا تلك الأسماء تستدعى للمنتخب الوطني، فاللاعب لا يمكن أن نحكم على مستواه في بعض المباريات فقط، لكن هذا لا يمنعنا من الحديث عن لاعب مثل محمد الأمين عمورة الذي هو نتاج المدرسة  السطايفية المعروفة بالتكوين المميز للشباب، ومن الجيد أننا رأينا مثل هؤلاء اللاعبين يقدمون تلك المستويات رغم هذه الظروف الصعبة.

 *هل هناك لاعب ترى فيه نفسك أو يمكن أن نطلق عليه وصف مرزقان الجديد؟

 كلّ لاعب لديه قدراته وإمكاناته، لكن عندما أرى لاعباً مثل يوسف عطال  صاحب الموهبة الكبيرة أفتخر كثيراً، فهو لديه مميزات رائعة في الشق الهجومي، لكنه يبقى بحاجة إلى تطوير نفسه دفاعياً وتجاوز مشكلة الإصابات الكثيرة التي يعاني منها. كما يبقى هناك فرق في التكوين، مثلاً أنا تخرجت من مدرسة نصر حسين، إحدى أحسن المدارس في تكوين اللاعبين الشباب، ولعبت مع الفريق الأول في سن  16 عاماً، وهو حال رابح ماجر الذي لعب مع الفريق الأول في سن 18 عاماً وآيت حوسين في سن 19 عاماً، وهذا يُظهر الفرق بين مدارس التكوين في السابق واليوم، ففي السابق كان التكوين يقوم على العديد من الجوانب مع مدارس، مثل مدرسة رائد القبة واتحاد الحراش وجمعية وهران، لكن للأسف هذا ما لا نجده اليوم، وهو أحد الأسباب التي دفعت مدربي المنتخب الوطني للاعتماد على اللاعب المكوّن في أوروبا.

 *تحدّثنا عن عطال الذي رُشح لأن يكون مرزقان الجديد، لكنه يعاني من إصابات متتالية، ما سبب ذلك حسب رأيك؟

*لحد اليوم هناك من يصفك بأحسن ظهير أيمن في تاريخ الجزائر، ما شعورك ناحية هذا الاعتراف؟

 هذا الأمر يحزنني، ربما هناك لاعبون سابقون يكونون سعداء بهذا لكن أنا لا، فكيف للملاعب الجزائرية التي تخرّج منها مرزقان أن لا تعطي مرزقان آخر، أو كويسي آخر، طبعاً هذا الوضع حزين ولا يدعو للافتخار، عندما أرى يوسف عطال في كامل إمكاناته سأكون حينها سعيداً جداً، ونحن نتمنى أن يكون هناك لاعبون أحسن منا ولم لا، لأن هذا في صالح الفريق الوطني ويساهم في تحقيق النتائج الإيجابية.

 *سبق أن وصفت بلماضي بأفضل مدرب في تاريخ الجزائر، لو كانت لديك نصيحة توجهها له بحجم خبرتك فما هي؟

 هناك العديد من المدربين الذين أعطوا الكثير للمنتخب الوطني، لكن الفرق أن جمال بلماضي محظوظ لأنه سخرت له كل الإمكانات للنجاح وهو ما لم نره مع العديد من المدربين السابقين، مثلاً منتخبنا في الثمانينيات لم تكن لديه مثل هذه الوسائل إلا أنه تأهل للمونديال لأول مرة وفاز على بطل العالم وأوروبا، ولعبنا بعد ذلك مونديالا آخر، لكن في هذا الوقت أصبح اللاعب يملك كلّ شيء، نحن نتحدث عن مركز رائع للتحضيرات مثل مركز سيدي موسى والذي لم يكن متوفراً في جيلنا، أضف إلى ذلك العلاوات المالية لم تكن مثلما هو الحال اليوم، مروراً بتركيبة اللاعبين، فبلماضي يملك العديد من اللاعبين المميزين في أندية أوروبية معروفة والذين تكونوا في مدارس فرنسية، في وقت كنّا نحن من خريجي المدارس الجزائرية مثل رائد القبة ونصر حسين داي، إضافة إلى أسماء قليلة تكونت في أوروبا مثل دحلب وقريشي ومنصوري. لكن هذا لن ينسينا العمل الجبار الذي يقوم به جمال بلماضي، فليس من السهل أن تذهب إلى مصر وتعود بلقب أمم أفريقيا، إضافة إلى كونه جاء للمنتخب الوطني الذي كان يعاني من أزمة كبيرة، لكن بخبرته نجح في خلق عقلية أخوية كبيرة بين اللاعبين، سمحت لهم بتقديم كل قدراتهم في الملعب مثل ما رأيناه مع رياض محرز.

 *هل ترى أن المنتخب قادر على التأهل للمونديال والذهاب بعيداً، وخلافة نفسه في الكان المقبلة؟

 الحمد لله أننا نرى اليوم العديد من اللاعبين الجزائريين المميزين في الأندية الأوروبية، ومع العمل الكبير الذي يقوم به بلماضي الذي استطاع خلق تشكيلتين للمنتخب الوطني وليس واحدة فقط، وكذلك مع روح اللاعبين ورغبتهم في الفوز، ولهذا أرى أنه يمكن تحقيق الأهداف التي يسطرها بلماضي الذي يبقى مثلما قلت الحلقة الأهم في المنتخب الحالي.

 *يصنع محرز الحدث مؤخراً بعودته القوية، هل ترى أنه مازال قادراً على تقديم الأكثر؟

 رياض محرز استطاع فرض نفسه في مانشستر سيتي بفضل قدراته ومهاراته العالية، إذ رغم أنه ليس مهاجماً حقيقياً إلا أننا نراه يُسجل الكثير من الأهداف إضافة إلى لمسته الساحرة الرائعة، ويبقى التذكير أنه ليس من السهل أن تلعب في فرق مثل مانشستر سيتي أو مانشستر يونايتد وكذلك ليفربول، كما أنه من العادي أن نرى مدربي تلك الفرق يغيرون الكثير في التشكيلة بكلّ مباراة لأنهم ينافسون على العديد من الجبهات، وهذا ما يعيشه محرز فمن المنتظر أن لا نراه يكمل اللقاء أو يبقى على مقاعد البدلاء،  وبالنسبة لي سأعطيه العلامة الكاملة.

 *يعيش المشهد الكروي صراعاً بين مسؤولي الفاف ووزارة الرياضة، ما موقفك من هذه القضية؟

 في رأيي أنه يجب أن يكون هناك احترام من رئيس اتحاد الكرة تجاه وزارة الرياضة، لأنه توجد قوانين يجب عدم تجاوزها، فاتحاد الكرة يمثل اسم الجزائر وأنت عندما تريد الذهاب إلى الفيفا فأنت ذاهب لتمثيل الجزائر، ولهذا أظن أنه كان على زطشي القيام بمشاورات مع وزير الرياضة قبل القيام بأي خطوة ، فكان من العادي أن يولد هذا الصراع.

 *تستعد قطر لمونديال 2022، كيف ترى التحضيرات التي تقوم بها الدوحة؟

 الدوحة معروفة أنها أصبحت عاصمة الرياضة في العالم، وهي لديها كل الإمكانات من أجل إنجاح هذه التظاهرة وبالطبع إن الأمر لن يكون مفاجأة للمتابعين، وحتى بدون التحضيرات الخاصة بكأس العالم، تملك قطر بنية تحتية وملاعب ومراكز تحضير رائعة ذات جودة عالية، وهذا ما تطلبه كرة القدم حالياً، دون هذه الوسائل لا يمكن أن تنظم حتى بطولة صغيرة فما بالك بالمونديال، وهذا للأسف ما لا نجده في الجزائر، لدينا ملعبان منذ سنوات والأشغال فيهما لم تنته، من المؤسف أننا ما زلنا نرى مباريات تلعب في ملاعب موجودة في بلدنا تركها الاستعمار الفرنسي، ولهذا نتمنى من السلطات المحلية أن تواكب هذا التطور وتنشئ المراكز التي تسمح برفع مستوى الكرة الجزائرية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق