أكد وزير الثقافة الصحراوي الغوث ماموني أن الشعب الصحراوي له ثقافته وتاريخه الخاص وهو مختلف عن الشعب المغربي وسيظل دائما مقاوما وصامدا في وجه الإبادة الثقافية الشاملة التي يمارسها النظام المغربي ضده وأبرز الوزير الصحراوي الدور الكبير الذي لعبته الثقافة في تاريخ الشعب الصحراوي منذ البدايات الأولى لحرب التحرير ضد الاستعمار الإسباني ووصولا إلى الكفاح ضد الاحتلال المغربي وأشار الى أن الثقافة كانت الوسيلة الأساسية لتوعية الصحراويين موضحا أنها لاتساهم فقط في ربط اللحمة بين أفراد الشعب الصحراوي وإنما أيضا تميزه عن غيره بما تحمله من تراث ولغة وقيم وعادات وتقاليد ومأكل وملبس لافتا إلى أن كل ما يتعلق بالشعب الصحراوي يميزه عن الشعب المغربي بدءا بالخيمة الصحراوية ووصولا إلى الثقافة الحسانية وعاد الوزير إلى أهم الفنون الحاملة للثقافة الصحراوية قائلا إن الأغنية لعبت دورا كبيرا في أوساط الصحراويين داخل الأراضي المحتلة وخارجها ثم ظهر المسرح في الثمانينيات والسينما في التسعينيات حيث لعبا معا أيضا دورا بارزا في التعريف بعدالة القضية الصحراوية عبر العالم ولفت إلى مشاركة العديد من الأعمال السينمائية الصحراوية في المهرجانات الدولية وخصوصا الأفلام القصيرة والتي كان آخرها في الأوروغواي أين شاركت الصحراء الغربية بأعمال لمخرجين صحراويين تعرف بقضيتها كما أشار إلى مشاركة فنانين صحراويين من مختلف التوجهات الفنية في تظاهرات ثقافية دولية مختلفة باليابان وروسيا وموريتانيا والمكسيك وبلدان أخرى بأوروبا وأمريكا اللاتينية وغيرها مثمنا الحضور الصحراوي في الكثير من المهرجانات الجزائرية
تحية إلى الدول المساندة
وأضاف ماموني نتعاون مع العديد من الدول ونحتك بها في إطار شراكات ثقافية على غرار الجزائر وجنوب إفريقيا والعديد من دول أمريكا اللاتينية والتي لها تضامن شعبي وحكومي كبير مع الشعب الصحراوي وأشاد بالتضامن الكبير الذي تبديه الشعوب الأوروبية والكثير من المنظمات غير الحكومية وكذا الأفراد من فنانين وسياسيين ومتطوعين محبين للقضايا العادلة وعن سؤال حول المهرجان السينمائي الدولي في الصحراء الغربية في صحرا الذي اختتمت فعاليات دورته ال 16 مؤخرا ثمن الوزير هذه التظاهرة معتبرا أنها نافذة على الثقافة الصحراوية التي أصبحت سلاحا مهما في معركة التحرير كما ذكر في السياق بمهرجان أر تيفاريتي الذي ستعقد طبعته الجديدة نهاية ديسمبر الجاري بالعاصمة الإسبانية مدريد وهو ملتقى دولي حول الفنون وحقوق الإنسان يجمع الفنانين الصحراويين بنظرائهم من مختلف البلدان دفاعا عن القضية الصحراوية وعدد الوزير في حديثه بعض أشهر الأدباء والفنانين الصحراويين الذي ساهموا في حفظ التراث الصحراوي وأوصلوه للعالم معرفين من خلاله بقضية شعبهم العادلة في التحرر من الاستدمار المغربي وهذا على الرغم من التضييق الكبير الذي يمارسه المغرب مشيرا الى أسماء بارزة امثال الشاعر علال الداف والشاعر البشير ولد اعلي وكذا الشاعرة الخضرة منت المبروك والمغنية الشعبية أم دليلة الملقبة بصوت الشعب الصحراوي المقاوم وأم رقية عبد الله وهي أيضا من الأصوات الهامة في المقاومة الفنية للشعب الصحراوي وصاحبة أغنية الصحراء ليست للبيع.
الصمود لن يتوقف
واوضح الوزير الصحراوي أن أول شيء يبدأ فيه أي مستعمر هو طمس الهوية الثقافية للشعوب ومحو تاريخها وهو ما قام به المغرب في الصحراء الغربية عبر ملكه الحسن الثاني في مسيرته السوداء عام 1975 لما انتهج سياسة إبادة شاملة للبشر والشجر والحجر ولكنه ورغم ذلك لم ينجح وأضاف ماموني أنه لما استعصى الأمر على الحسن الثاني في إبادته للصحراويين توجه لعملية التهجير حيث استهدف خصوصا الشباب الذين طردهم إلى المدن المغربية واضطهدهم كما أشاع بالمدن الصحراوية المحتلة كل أنواع الآفات الاجتماعية كالمخدرات وغيرها للقضاء على القيم الاجتماعية. ولفت أيضا إلى أن المغرب أجبر أيضا الصحراويين على تبني العادات المغربية بما فيها اللهجة المغربية الدخيلة للقضاء على اللهجة الحسانية الأم ومنعهم منعا باتا من نصب الخيم الصحراوية الأصيلة ومنع حتى الحرفيين منهم من صنع منتوجاتهم التقليدية مرغمين إياهم على صناعة بطابع مغربي بلا أي هوية واستطرد قائلا حتى البنيان لم يسلم منهم حيث قاموا بهدم الكثير من المباني الاسبانية وحولوها لثكنات عسكرية بالإضافة لتخريب منطقة غنية بالآثار الصخرية القديمة عبر منحها لمقاولين وتدمير مقابر قديمة في تعد صارخ وشنيع على التراث الإنساني وكل هذا في ظل تعتيم إعلامي كبير وختم بالقول أن المغرب لا يترك وسيلة للقضاء على ثقافة الصحراويين وهويتهم إلا وجربها لافتا إلى أنه قام مؤخرا برفع تسعيرة الجمركة على الحدود مع موريتانيا فقط لمنع إدخال اللباس الصحراوي غير أنه شدد على أن الشعب الصحراوي سيظل دائما صامدا في وجه هذه الإبادة الثقافية الشاملة