توج المنتخب الوطني الجزائر بالتاج العربي في الأراضي القطرية تحت مظلة الفيفا بعد فوزه على نظيره التونسي بهدفين دون رد سُجلا في الشوط الإضافي الأول والثاني إثر انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي في اللقاء الذي أقيم بملعب البيت بمدينة الخور شمال الدوحة بحضور جماهيري غفير واستثنائي.
وبدأت المباراة بزخم بين المنتخبين من خلال محاولتين خجولتين من الجزائر تعامل معهما الحارس التونسي معز حسن بكلّ سهولة قبل أن تلوح أولى الفرص الخطيرة عن طريق منتخب تونس الذي كان الأكثر مبادرة في أول 20 دقيقة حين تحصّل على ضربة حرة نفذت إلى داخل منطقة الجزاء ليرتقي بلال العيفة برأسه لكن الحظ عانده حين ارتطمت الكرة بالعارضة في الدقيقة 13 وكاد منتخب تونس فتح باب التسجيل في الدقيقة 18 حين أطلق نعيم السليتي تسديدة قوية كان لها الحارس المميز رايس مبولحي بالمرصاد ليخلّصها إلى ضربة ركنية قبل أن تردّ الجزائر بفرصة خطرة للغاية في الدقيقة 20 كان بطلها طيب مزياني الذي كان لوحده أمام الحارس لكنه أهدرها بطريقة غريبة إثر تمريرة استثنائية من نجم السد القطري بغداد بونجاح استلم بعدها منتخب الخضر زمام المبادرة حين حاول يوسف بلايلي في الدقيقة 29 مباغتة معز حسن من خلال ضربة ركنية على القائم الأول، لكن الأخير أحسن التصرف وأبعدها بقدميه بعدما فاجأته طريقة التنفيذ.
وتابع بلايلي تقديم المتعة حين توغل في الدقيقة 32 داخل المنطقة ولعب كرة عرضية أحدثت دربكة أمام المرمى لتصل في نهاية الأمر إلى بونجاح الذي أطلق تسديدة قوية بيسارية جاورت القائم الأيسر لحارس نسور قرطاج وختم منتخب تونس الشوط الأول بتسديدة من اللاعب المميز يوسف المساكني جاورت مرمى مبولحي لتطلق صافرة النهاية بعدما بلغت نسبة استحواذ أبناء المدرب التونسي منذر الكبيّر على الكرة إلى 55بالمائة مقابل 45 بالمائة للاعبي المدرب بوقرة في الشوط الثاني حاول منتخب الجزائر افتتاح باب التسجيل من خلال أكثر من هجمة، وكانت الكرة الأهم في الدقيقة 56، بعدما تسلّم بغداد بونجاح كرة على مشارف منطقة الجزاء ليسددها صوب المعز حسن لكنه لم ينجح في إصابة المرمى، ليكرر التونسي نعيم السليتي الموقف بتسديدة لم تصب الخشبات الثلاث. أظهر المنتخبان في الدقائق التالية روح قتالية عالية على غرار حنبعل المجبري من جانب المنتخب التونسي فيما لم نشهد فرصة حقيقية على المرمى طوال 30 دقيقة، في ظل التمركز المميز للاعبي المنتخبين وانحسار التنافس في أكثر الأوقات بوسط الملعب وبينما كان الشوط الثاني يلفظ أنفاسه الأخيرة أهدر سيف الدين الجزيري فرصة المباراة في الدقيقة 89، بعدما وجد نفسه بوجه المرمى والحارس مبولحي لكنه فشل في إصابة عرين الجزائر، ليضيع حلم حسم الأمور في الوقت الأصلي قبل أن تنتهي الدقائق التسعين بتسديدة من بلايلي بين أحضان معز حسن وابتسم الشوط الثاني الإضافي للمنتخب الوطني بعدما نجح البديل أمير سعيود في تسجيل هدف الجزائز الحاسم في الدقيقة 99 إثر تسديدة يسارية من صاحب الـ31 عاماً عجز الحارس معز حسن عن التصدي لها، ليتابعها تهزّ شباكه وكاد بن رمضان أن يعادل الكفة في الدقيقة 105+1 بعدما أطلق تسديدة قوية كان مبولحي لها بالمرصاد، بفضل خبرته في المواعيد الكبرى في الشوط الثاني الإضافي حاولت تونس مجدداً تسجيل هدف التعادل من خلال محمد بن عربي الذي سدد كرة خطرة على مرمى مبولحي، لكنها مرّت جانبية دون أن تهزّ الشباك قبل أن ينهي ياسين براهيمي الأمور بعدما تقدم جميع لاعبي تونس إلى الأمام بمحاولة للتعديل خلال ضربة ركنية لتأتي على إثرها صافرة الحكم الألماني دانيال سيبرت معلنة تتويج الجزائر للمرة الأولى في تاريخها.