تسعى محافظة الغابات بالشلف بالتنسيق مع فاعلي قطاع البيئة إلى إحصاء وحماية الطيور المهاجرة لما لها من دور في حفظ التنوع البيولوجي و التوازن الإيكولوجي بالولاية التي تشهد سنويا مرور و تكاثر عديد الأصناف منها. وأوضح مفتش رئيس للغابات أن أهمية إحصاء هذه الطيور تبرز من خلال عدد الأصناف و الفصائل التي تستدعي البحث فيها و دراستها خاصة بالنظر للدور الذي تضطلع به في توازن الحياة البرية و النظام البيئي. وأكد  أن مصالح الغابات تعمل من خلال عمليتي الإحصاء  خلال فصلي الشتاء والصيف على ضبط الأعداد الحقيقية و مختلف الأصناف التي تحط الرحال بالمناطق الرطبة والغابات التي تنتمي لإقليم ولاية الشلف, مع تحسيس وتوعية مختلف شركاء قطاع البيئة للحفاظ عليها و الحيلولة دون صيدها عشوائيا وبخصوص تعداد الطيور المهاجرة التي تمر سنويا بمنطقة الشلف  أفاد أن مصالح محافظة الغابات  أحصت خلال هذه العملية التي تمت مع بداية السنة الجارية تواجد 1279 طائر ينتمي ل 19 فصيلة أبرزها  البط البري ذو العنق الأخضر  و  النورس أسود الرأس  والغطاس الكاستاني  ومن المنتظر أن تشرع ذات المصالح بداية من الخامس عشر من الشهر الجاري و إلى غاية نهاية شهر جوان المقبل في عملية إحصاء ثانية للطيور المهاجرة المعششة  فضلا عن تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية لفائدة جميع فئات المجتمع في سبيل حماية هذه الطيور  من جانبه  أكد مدير دار البيئة على ضرورة تكاثف جهود جميع فاعلي قطاع البيئة و المديرية العامة للغابات سعيا لحماية الطيور المهاجرة لاسيما أن الجزائر بصفة عامة تشهد توافدا لهذه الأصناف من الطيور وأبرز  أن عددا من أصناف الطيور المهاجرة  التي يعود موطنها الأصلي إلى أوروبا و آسيا و أمريكا الشمالية على غرار البط البري ذو العنق الأخضر أثبت من خلال عمليات المراقبة والمتابعة السابقة, تأقلمه و تكيفه مع الظروف المناخية بمناطق عدة من الشلف  الأمر الذي سيساهم لا محالة في الحفاظ على مثل هذه السلالات النادرة ووفقا لمصالح الغابات  فإن عدد الطيور التي تنتمي لفصيلة البط البري ذو العنق الأخضر التي تمت مشاهدتها بالمنطقة بلغ 478 طائر وهو عدد معتبر مقارنة بباقي الفصائل التي يتم عادة رصدها وهو الأمر الذي يعد مؤشرا إيجابيا على ملائمة الظروف المناخية لتكيف هذا الصنف و أصناف أخرى مستقبلا  وفي سياق التحسيس و التوعية بأهمية الحفاظ على الطيور المهاجرة و الاهتمام بها أكثر, كشف   أن مصالحه خصصت برنامجا تحسيسيا لفائدة أطفال النوادي البيئية الخضراء المنصبة على مستوى عدد من المدارس عبر كافة إقليم الولاية, يتضمن تقديم محاضرات و تنظيم ورشات حول سلالات الطيور و سبل الحفاظ عليها و حمايتها من الانقراض.