أشرف أمس السبت بوادي سقان (جنوب ميلة ) الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية على مراسم تنصيب الشيخ محمد الهبري ابن عبد المجيد الحملاوي على رأس الزاوية الحملاوية الرحمانية. وقد تمت مراسم التنصيب في أجواء من الذكر والدعاء بحضور مشايخ زوايا على غرار الزاوية العثمانية بطولقة (ولاية بسكرة) والزاوية المختارية بولاية أولاد جلال إلى جانب أئمة و إطارات من قطاع الشؤون الدينية والأوقاف وكذا أتباع الطريقة الرحمانية والزاوية الحملاوية بميلة والولايات المجاورة. و أوصى الشيخ القاسمي عقب تنصيبه للشيخ محمد الهبري على رأس الزاوية الحملاوية بحسن تسيير شؤونها و الحفاظ على خدمة رسالتها كمنارة لتعليم القرآن الكريم و إصلاح النفوس حتى تحفظ لأمتنا مرجعيتها الدينية وتصون لها قيمها الروحية و الوطنية كما قال. وحذر الشيخ القاسمي من الدخلاء على الزوايا عموما الأمر الذي يتطلب حسبه عون مؤسسات الدولة في مسعى تطهير الساحة من المسيئين لسمعة هذه القلاع التي كان لها دور فعال في إخراج الرجال الذين حاربوا المستعمر الفرنسي في مختلف الثورات الشعبية وكذا الثورة التحريرية بعدما لجأ إليها الشعب فنهلوا منها القيم كما شهد بذلك المستعمر نفسه في مختلف تقاريره. و تطرق في ذات السياق إلى أهمية كتابة التاريخ المتعلق بنشاط الزوايا ودورها كقلاع حصينة وقفت ضد الاحتلال مؤكدا بأن تاريخ الجزائر ارتبط في مختلف جوانبه بالزوايا في عموم الوطن. و أنهى رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية زيارته إلى ولاية ميلة بالتوجه إلى زاوية الشيخ الحسين ببلدية سيدي خليفة حيث وقف على نشاطها في تحفيظ القرآن الكريم و الأحاديث واطلع على رصيدها من الكتب والمخطوطات في مختلف علوم الدين والفقه.
