تتوالى الأنشطة الرياضية بولاية وهران التي تحافظ على ديناميكية في هذا المجال اكتسبتها منذ تنظيمها للدورة ال 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط خلال صيف 2022 و استفادت بفضلها من إرث رياضي هام يحفز مختلف الاتحادات الوطنية الجزائرية على استغلاله لإجراء منافسات وطنية و دولية.
ففي نهاية الأسبوع المقبل مثلا من المقرر إقامة بطولتين وطنيتين في عاصمة غرب البلاد لألعاب القوى و الحمل بالقوة حيث تقام الأولى بالملعب الملحق بالمركب الأولمبي ”ميلود هدفي” و هي أول مسابقة بهذا الحجم يحتضنها هذا الملعب المخصص أساسا ل”أم الرياضات” و الذي يتسع ل4.200 متفرج فيما تقام الثانية بقصر الرياضات ”حمو بوتليليلس”. في الوقت نفسه تتواصل منافسات دورة الاتحاد الدولي للتنس للأواسط (ذكور وإناث) بمشاركة أكثر من 80 رياضي قادمين من 24 دولة و هي الدورة التي ستصل إلى أدوارها النهائية السبت المقبل لتنطلق في نفس اليوم دورة ثانية من نفس النوع و لنفس الفئة من الرياضيين إلى غاية 9 مارس المقبل و ذلك على مستوى مركب التنس ”حبيب خليل”. و كان عشاق “فوفينام- فييتفوداو” في نهاية الأسبوع الماضي على موعد مع البطولة الوطنية (أكابر و أواسط إناث و ذكور) لهذا الاختصاص المندرج ضمن الرياضات القتالية وهي المنافسة التي احتضنتها القاعة متعددة الرياضات بالمركب الرياضي “ميلود هدفي”. و تزامنت هذه المنافسة مع افتتاح بوهران الموسم الرياضي الجديد لرياضة الفروسية من خلال تنظيم المسابقة الأولى للقفز على الحواجز بنادي الفروسية “مونتي كريستو” بالسانية و هي منشأة رياضية هامة تزودت بها المدينة قبل بضع سنوات. كما كانت ”الباهية” مسرحا لأحداث رياضية بارزة أخرى الموسم الماضي أهمها منافسات ما لا يقل عن ستة تخصصات رياضية مدرجة في برنامج الألعاب الرياضية العربية فضلا عن المباراة النهائية لكأس الجزائر لكرة القدم والتي أقيمت على ملعب 40 ألف مقعد التابع للمركب الأولمبي ”ميلود هدفي” و دورة لقب بطولة الجزائر لكرة السلة بقصر الرياضات ”حمو بوتليليس”. و بالإضافة إلى المنافسات الوطنية تقام بشكل منتظم في وهران عدة تربصات في مختلف الرياضات على غرار المعسكر الذي جرى قبل بضعة أسابيع بالمركب الأولمبي لفائدة نخبة حكام كرة القدم فضلا عن تربصات المنتخبات الوطنية في الفئات الشابة (ذكور وإناث) لنفس التخصص بما في ذلك الخاص بمنتخب أقل من 20 عام ا والذي يستمر حالي ا بعين المكان.
إرث ألعاب البحر الأبيض المتوسط
و تتأهب وهران أيضا لاستضافة تظاهرات رياضية كبيرة أخرى مثل كأس ”السوبر” الإفريقي لكرة اليد وبطولة إفريقيا للأندية في نفس التخصص في أبريل المقبل بالقاعة متعددة الرياضات لمركب ”ميلود هدفي و قصر الرياضات حمو بوتليليس . ومن المرتقب أيضا أن يستضيف المركب الأولمبي خلال الصيف المقبل تجمعين لألعاب القوى أحدهما وطني و الآخر دولي حسبما علم لدى الاتحادية الجزائرية المعنية. كل هذا النشاط الرياضي الذي يميز مدينة وهران منذ سنتين على الأقل يمكن تفسيره بتحول الولاية إلى “قطب رياضي بامتياز بحسب رئيس مصلحة الرياضات بالمديرية المحلية للشباب والرياضة مصطفى بن عبو. و صرح هذا المسؤول في هذا الصدد : بفضل المرافق الرياضية الجديدة التي استفادت منها وهران خلال دورة الألعاب المتوسطية وكذا إعادة تأهيل أخرى بمقاييس عالمية أصبحت هذه المدينة قطبا رياضيا بامتياز يستقطب الآن مختلف الاتحادات الرياضية الوطنية لتنظيم منافسات وطنية و دولية. و أوضح في نفس السياق بأن مصالح مديريته تتلقى بانتظام طلبات من الاتحادات الجزائرية من مختلف التخصصات الراغبة في تنظيم منافسات رفيعة المستوى بوهران. و تابع بالقول :”إذا كانت المنشآت الرياضية في وهران تجدب هذا القدر من الاهتمام فذلك لأنها تتمتع بالمعايير المطلوبة لاستضافة المسابقات الدولية” منوها في نفس الوقت بالإنجاز الآخر الذي حظيت به المدينة في مجال الإقامة و هو القرية المتوسطية التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 4.200 سرير و التي تحتوي أيضا مرافق رياضية أخرى جيدة. و أبدى بن عبو استعداد المديرية الولائية للشباب و الرياضة “للاستجابة لجميع طلبات الاتحادات الوطنية الرياضية” مع توفير الظروف اللازمة لحسن سير أنشطتها داعيا سكان وهران و لا سيما عشاق الرياضة لدعم هذه المسابقات من خلال ضمان نجاحها الشعبي كما كان الحال خلال العرس الرياضي المتوسطي. كل هذا دفع رئيس الاتحادية الجزائرية لفوفينام فيتفوداو محمد جواج الذي يشغل أيضا منصب الأمين العام للاتحاد الدولي لذات التخصص إلى الإعلان مؤخرا عن رغبته في تنظيم بطولة العالم المقبلة لهذه الرياضة القتالية المقررة في عام 2025 بوهران بعدما أعجب كثيرا بالقاعة الرياضية لمركب ”ميلود هدفي” و القرية المتوسطية التي تبعد ببضعة كيلومترات عن هذا المركب الذي أصبح الجوهرة الجديدة للرياضة الجزائرية.