وصل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بعد ظهر امس الثلاثاء الى مقر رئاسة الجمهورية ليباشر مهامه رئيسا للجمهورية لعهدة ثانية. و أدى رئيس الجمهورية المنتخب عبد المجيد تبون, امس الثلاثاء بقصر الأمم اليمين الدستورية وذلك بحضور كبار المسؤولين في الدولة وممثلي الهيئات العليا في الأمة. وقد انطلقت مراسم أداء اليمين الدستورية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم قبل قراءة إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 7 سبتمبر 2024 من قبل رئيس المحكمة الدستورية عمر بلحاج. بعدها أدى الرئيس المنتخب اليمين الدستورية واضعا يده اليمنى على المصحف الشريف ومكررا النص الخاص باليمين الوارد في المادة 90 من الدستور الذي تلاه الرئيس الأول للمحكمة العليا الطاهر ماموني. ” بسم الله الرحمن الرحيم وفاء للتضحيات الكبرى ولأرواح شهدائنا الأبرار وقيم ثورة نوفمبر الخالدة, أقسم بالله العلي العظيم أن أحترم الدين الإسلامي وأمجده وأدافع عن الدستور وأسهر على استمرارية الدولة وأعمل على توفير الشروط اللازمة للسير العادي للمؤسسات والنظام الدستوري وأسعى من أجل تدعيم المسار الديمقراطي وأحترم حرية اختيار الشعب ومؤسسات الجمهورية وقوانينها وأحافظ على الممتلكات والمال العام وأحافظ على سلامة ووحدة التراب الوطني ووحدة الشعب والأمة وأحمي الحريات والحقوق الأساسية للإنسان والمواطن وأعمل بدون هوادة من أجل تطور الشعب وازدهاره وأسعى بكل قواي في سبيل تحقيق المثل العليا للعدالة والحرية والسلم في العالم. والله على ما أقول شهيد”. وترحم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون امس الثلاثاء بمقام الشهيد الجزائر العاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة وقد وضع رئيس الجمهورية إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة التحريرية وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم الطاهرة. .
مسيرة حافلة
و باشر عبد المجيد تبون مهامه رئيسا للجمهورية لعهدة ثانية إثر نيله ثقة الشعب الجزائري بنسبة 30ر84 بالمئة من الاصوات خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 7 سبتمبر الجاري. وقد بدأ عبد المجيد تبون المولود بتاريخ 17 نوفمبر 1945 بالمشرية بولاية النعامة , مشواره الدراسي بولاية سيدي بلعباس حيث انتقلت عائلته للعيش بها بعد مضايقات مارسها الاستعمار الفرنسي ضد والده بسبب خطاباته الوطنية وانتمائه الى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وفي سنة 1953, التحق بالمدرسة الحرة للأئمة واجتاز امتحان الطور المتوسط سنة 1957 ليدرس بعدها في الثانوية الجهوية ثم في ثانوية بن زرجب وتحصل على شهادة البكالوريا سنة 1965. وتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة سنة 1969 تخصص اقتصاد ومالية في الدفعة الثانية التي تحمل اسم الشهيد البطل, العربي بن مهيدي. بدأ عبد المجيد تبون مسيرته المهنية من عاصمة ولاية بشار التي كانت تسمى آنذاك الساورة وتضم كلا من بشار تندوف وأدرار, ليواصل بعد ذلك مساره المهني الذي بدأه كإداري ثم مكلفا بمهمة قبل ترقيته الى أمين عام ولاية الجلفة في 1974. وفي سنة 1976, حول إلى ولاية أدرار في نفس المنصب ثم ولاية باتنة سنة 1977, كما شغل نفس المنصب بولاية المسيلة في 1982. كما شغل عبد المجيد تبون بعد ذلك منصب والي بولايات أدرار و تيارت وتيزي وزو. وفي سنة 1991 عين وزيرا منتدبا مكلفا بالجماعات المحلية وفي سنة 1999 وزيرا للاتصال والثقافة ثم وزيرا للسكن والعمران سنة 2001. وفي سنة 2012, تولى مجددا منصب وزير السكن والعمران والمدينة ثم وزيرا للتجارة بالنيابة سنة 2017, وبتاريخ 24 ماي 2017 عين في منصب وزير أول. وقد تولى عبد المجيد تبون رئاسة الجمهورية إثر فوزه في رئاسيات 12 ديسمبر 2019, قبل أن ينال في الاستحقاق الرئاسي ليوم 7 سبتمبر الجاري, ثقة الشعب لعهدة ثانية تستمر لخمس سنوات
حملة انتخابية نظيفة
أشاد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون امس الثلاثاء, بالنجاح الذي طبع الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 7 سبتمبر, منوها بالحملة الانتخابية النظيفة التي خاضها رفقة المترشحين عبد العالي حساني شريف ويوسف أوشيش. وعقب أدائه اليمين الدستورية بقصر الأمم, ألقى رئيس الجمهورية خطابا حيا فيه الشعب الجزائري الذي قال أنه حما ويحمي بوعيه الوطني مسار ترسيخ شرعية المؤسسات وبناء دولة الحق والقانون من خلال الاستحقاقات الوطنية الدستورية وبهذه المناسبة, أشاد رئيس الجمهورية بالمترشحين عبد العالي حساني شريف حركة مجتمع السلم ويوسف أوشيش جبهة القوى الاشتراكية قائلا لقد خضنا معا حملة انتخابية نظيفة طبعها التنافس النزيه في عرض البرامج والأفكار على الناخبات والناخبين . وأضاف بالقول حتى وإن اختلفت أدوات وأساليب الإقناع فقد جرت الحملة الانتخابية في كنف الاحترام المتبادل وفي إطار ضوابط الممارسة السياسية الديمقراطية وبما يمليه الضمير الأخلاقي والوفاء لبلد الشهداء وما يقتضيه الولاء للوطن . وفي ذات السياق, سجل رئيس الجمهورية بارتياح واعتزاز النجاح الذي طبع هذا الاستحقاق الوطني الهام بالسلاسة والطمأنينة والأمن منذ بداية التحضير له غداة الإعلان عن الانتخابات الرئاسية المسبقة وحيا في هذا الصدد الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن وكل القطاعات المعنية بتوفير الإسناد اللوجستي لضمان انتخابات شفافة, حرة ونزيهة.
التزام .. و تعهد
أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون, امس الثلاثاء بالجزائر العاصمة التزامه بتقديم حصيلة عهدته الأولى أمام غرفتي البرلمان وذلك قبل نهاية السنة الجارية بالإضافة إلى عرض كافة التفاصيل المتعلقة بالعهدة الثانية. وفي خطاب ألقاه عقب أدائه اليمين الدستورية بقصر الأمم, قال رئيس الجمهورية أنه طبيقا للسنة الحميدة التي دأب عليها فإنه سيقوم بإلقاء خطاب للأمة أمام غرفتي البرلمان المجتمعتين في دورة غير عادية وذلك قبل نهاية السنة الجارية حيث سيعرض خلاله كافة التفاصيل المتعلقة بالعهدة الثانية وكذا تقديم حصيلة اقتصادية ومالية للعهدة الأولى. كما جدد التزامه بتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الزراعية الاستراتيجية وذلك في غضون سنتي 2025 و 2026. وفي خطاب ألقاه عقب أداء اليمين الدستورية بقصر الامم, قال رئيس الجمهورية: “لقد حققنا طفرات في الانتاج الفلاحي, خاصة في المحاصيل الاستراتيجية, عبر خريطة زراعية مدروسة وفقا للمعايير العلمية ومن خلال مواصلة بناء شراكات دولية في قطاع الفلاحة مع دول صديقة وشقيقة رائدة في الشعب الاستراتيجية مثل الحليب والحبوب وذلك بهدف تقليص الاستيراد إلى أدنى مستوياته . وذكر رئيس الجمهورية في هذا المجال بالتزاماته التي تعهد بها خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر فيما يخص قطاع الفلاحة بما في ذلك الوصول في نهاية 2025 الى مرحلة الاكتفاء الذاتي الكامل والتام في القمح الصلب وكذا في مادتي الشعير والذرة, في غضون سنة 2026. كما تعهد رئيس الجمهورية بتوسيع المساحات المسقية بحوالي مليون هكتار, ملتزما في نفس الوقت باستحداث 450 ألف منصب شغل لفائدة الشباب خلال العهدة الرئاسية الثانية. وبالنسبة للمؤسسات الناشئة, التزم رئيس الجمهورية بالوصول إلى 20 ألف مؤسسة, لافتا إلى وجود ما يقارب 8آلاف مؤسسة في الوقت الحالي بعدما كان العدد لا يفوق 200 مؤسسة ناشئة خلال سنة 2020.
حوار مفتوح .. تجسيدا للديمقراطية
أكد رئيس الجمهورية أنه سيعمل خلال عهدته الثانية على إطلاق حوار وطني مع كل الطاقات الوطنية الحية, وذلك تجسيدا للديمقراطية الحقة . وفي خطاب له عقب أدائه اليمين الدستورية بقصر الأمم, أوضح رئيس الجمهورية أنه خلال العهدة الثانية, وفي ظروف تسمح لنا بذلك, سنقوم باتصالات مكثفة واستشارات مع كل الطاقات الحية للوطن, السياسية منها والاقتصادية وكذا الشبانية وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: “سيتم مباشرة حوار وطني مفتوح لنخطط معا للمسيرة التي ستنتهجها بلادنا فيما يخص تجسيد الديمقراطية الحقة وليس ديمقراطية الشعارات, الديمقراطية التي تعطي السيادة لمن يستحقها. و في سياق متصل استقبل رئيس الجمهورية بمقر رئاسة الجمهورية, المترشحين لرئاسيات 7 سبتمبر عبد العالي حساني شريف عن حركة مجتمع السلم و يوسف أوشيش عن جبهة القوى الاشتراكية.
تأجيل استقالة الحكومة
استقبل رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون امس الثلاثاء, الوزير الأول, نذير العرباوي الذي قدم له استقالة الحكومة, حيث أمره رئيس الجمهورية بتأجيل القرار من أجل تسيير ملفات مستعجلة تتطلب دراية الوضع من الوزراء الحاليين حسب ما أورده بيان لرئاسة الجمهورية. وجاء في البيان استقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الوزير الأول نذير العرباوي, الذي قدم له استقالة الحكومة”. وعلى إثر ذلك, أمر رئيس الجمهورية الوزير الأول بتأجيل القرار ومواصلة العمل لضمان الدخول المدرسي والجامعي والمهني والدخول الاجتماعي وإعداد مشروع قانون المالية لسنة 2025 قبل عرضه على البرلمان حيث أكد الرئيس أن هذه الملفات المستعجلة تتطلب دراية الوضع من الوزراء الحاليين وعقب الاستقبال, صرح الوزير الأول قائلا: لا يسعني في البداية إلا أن أجدد لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خالص التهاني بمناسبة إعادة انتخابه لعهدة ثانية وأدعو المولى عز وجل أن يوفقه في مهامه السامية وأن يسدد خطاه لما فيه خير للبلاد والعباد وتحقيق ما يصبو إليه الشعب الجزائري الأبي من تقدم ورفعة . وأضاف العرباوي: “لقد حظيت باستقبال الرئيس الذي قدمت له استقالة الحكومة, حيث طلب مني مواصلة العمل لأننا مقبلون على الدخول الاجتماعي والمدرسي والجامعي والمهني, بالإضافة إلى إعداد مشروع قانون المالية لسنة 2025.