مجتمع

تطوير أشجار تحسن البيئة

لمكافحة الآفات الزراعية

طور باحثون من جامعة فلوريدا الأميركية نوعا جديدا من أشجار الموالح المعدلة وراثيا التي يمكنها مقاومة الحشرات الصغيرة المسؤولة عن نقل مرض الاخضرار البكتيري المدمر.

وأوضحوا أن هذه الأشجار تشكل حلا بيئيا مستداما لمكافحة الآفات الزراعية مما يقلل من الاعتماد على المبيدات الكيميائية ويخفض التكاليف ويحسن البيئة ونشرت النتائج في دورية . ويعد مرض اخضرار الحمضيات المعروف أيضا باسم تعفن الحمضيات من الأمراض المدمرة التي تصيب أشجار الموالح مثل البرتقال. وينقل عبر حشرات صغيرة ترف بالسيليد الآسيوي التي تهاجم الأشجار وتسبب تدهورها مما يؤدي إلى توقف إنتاج الثمار واصفرار الأوراق ويؤثر سلبا في المحاصيل. ومنذ اكتشاف المرض في فلوريدا عام 2005 انتشر بسرعة وتسبب في تراجع كبير في صناعة الحمضيات ما دفع الباحثين والعلماء لإيجاد حلول مبتكرة لمكافحته. وتعتمد الطريقة التي اختبرها الباحثون على إدخال جين إلى الأشجار المعدلة وراثيا يسمح لها بإنتاج بروتين قادر على قتل اليرقات الصغيرة من السيليد الآسيوي التي تعد الناقل الرئيسي للمرض. ويستمد هذا الجين من بكتيريا تسمى تنتقل عبر التربة. وعند إدخاله إلى الأشجار تتمكن من إنتاج البروتين الذي يقتل اليرقات مما يمنعها من الوصول إلى مرحلة البلوغ والتكاثر وبالتالي تقليل أعداد الحشرات الناقلة للمرض في البيئة المحيطة بالشجرة.

 حلول تقليدية

ورغم فاعلية هذه الأشجار في قتل اليرقات لا تزال الحشرات البالغة التي تضع البيض تمثل تحديا في التحكم بها. لذلك يواصل العلماء بحوثهم لإيجاد حلول لمكافحتها. وحتى الآن جرى اختبار الأشجار المعدلة جينيا في المختبر ويعد الباحثون هذا الاكتشاف من الحلول الواعدة لمكافحة المرض الذي أثر بشكل كبير في صناعة الحمضيات في فلوريدا على مدار العقدين الماضيين. وأشار الفريق إلى أنهم يتطلعون لتجربة الأشجار المعدلة وراثيا في الحقل خلال المستقبل القريب وإذا أثبتت التجارب الحقلية فاعلية هذه التقنية فإنها قد تقدّم أداة قوية للقضاء على الحشرات الناقلة للمرض وبالتالي وقف انتشار تعفن الحمضيات ما يساعد في حماية محاصيل الموالح في فلوريدا وأماكن أخرى. وأضافوا أن النتائج تشير إلى إمكانات كبيرة لاستخدام التكنولوجيا البيئية في الزراعة لمكافحة الآفات والأمراض بكفاءة أكبر وأقل تأثيراً في البيئة مقارنة بالحلول التقليدية مثل المبيدات الكيميائية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق