ثقافة

انتفاضة ريغة…قصة مقاومة المستمرة

أحرقت أوهام الاستعمار

كانت انتفاضة ريغة التي وقعت في 26 أفريل 1901 بعين التركي و التي تعتبر واحدة من أهم الانتفاضات التي شهدتها الجزائر في عهد الاحتلال الفرنسي قبل ثورة الفاتح نوفمبر 1954 دليلا حيا على استمرار مقاومة الشعب ضد الاحتلال الفرنسي كما أكده أستاذ جامعي وباحث في تاريخ المنطقة. وأوضح أستاذ التاريخ بجامعة الجيلالي بونعامة بخميس مليانة أحمد بن يغزر عشية الذكرى الـ 124 لانتفاضة ريغة التي تدعى أيضا انتفاضة مارغريت و هو الاسم الذي أطلق على منطقة عين التركي خلال الفترة الاستعمارية أن الانتفاضة جاءت لتكذب ادعاءات فرنسا التي كانت تزعم بأن المقاومة الشعبية ضد الوجود الاستعماري في الجزائر قد انتهت خاصة بعد أن اعتقدت أنها قضت على مقاومة المقراني في 1871 وانتفاضة أولاد سيدي الشيخ و بوعمامة.وأضاف الأستاذ الجامعي في هذا الصدد بأن فرنسا في تلك الفترة كانت تروج من خلال بعض ساستها وعسكرييها أن الانتفاضات الشعبية ضد وجودها في الجزائر قد انتهت و أن الأمن قد استتب لفرنسا بشكل نهائي في الجزائر.

 قانون 1900 المشؤوم

كما أشار بن يغزر إلى أن الانتفاضة كانت ضد المستوطنين الذين أعطاهم القانون الصادر 1900 بعض الحقوق خاصة فيما يتعلق بالاستيلاء على الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة وطرد الجزائريين أو اضطرارهم إلى بيعها بأثمان بخصة وزهيدة. وذكرت مصادر تاريخية أن الذين خططوا للانتفاضة أمثال الشيخ محمد يعقوب بن الحاج أحمد و الحاج بن عيشة و الثعالبي و الشيخ المجدوب الذي كانوا من أتباع الطريقة الرحمانية اتفقوا على أن يكون اللقاء بعد صلاة الجمعة في 26 أفريل 1901 بساحة سيدي بوزار والتوجه نحو قرية عين التركي. و رغم محدودية الانتفاضة في الزمان و المكان قال الأستاذ الجامعي أنه كان لها صدى كبيرا في تلك المرحلة على الإعلام في فرنسا و في الجزائر وكان لها صدى حتى على البرلمان الفرنسي الذي عقد عدة جلسات لمناقشة ما وقع في 1901. و بخصوص ردة فعل الإدارة الاستعمارية كان القمع هو اللغة الوحيدة التي يتقنها المستعمر تجاه الشعب حيث قتل بعض المقاومين واعتقل ما يقارب 200 شخص و نقل ما يقارب 130 منهم إلى البليدة لمحاكمتهم قبل تحويلهم فيما بعد إلى سجن “بربروس” فيما بعد سركاجي ثم نقلوا إلى محاكمتهم بفرنسا. وتمت بعد ذلك إدانة المشاركين في انتفاضة ريغة بتاريخ 11 ديسمبر 1902 بمدينة مونبلييه الفرنسية وصدرت ضدهم أحكام بالسجن المؤبد والنفي إلى معتقل كايان الموجود بمدينة غويانا الواقعة بأمريكا الجنوبية أين توفي الشيخ محمد يعقوب بن الحاج أحمد و مقاومون آخرون عام 1904.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق