أكد مشاركون في أشغال الندوة الوطنية الأولى الدفاع عن الجزائر مسؤولية الجميع أمس السبت بقسنطينة على ضرورة تعزيز الدور المحوري للمجتمع المدني لتجسيد الرؤى المستقبلية للجزائر و تعزيز مكانتها عبر العالم . وأوضحت السيدة راضية بعيطش رئيسة المكتب الولائي للإتحادية الوطنية للمجتمع المدني خلال مداخلتها بقاعة المحاضرات بمركز الإعلام الإقليمي الشهيد عبود بلحيمر للناحية العسكرية الخامسة أن إشراك نخبة المجتمع المدني بصفته أحد الأسس الداعمة لتحقيق التنمية المحلية و التأطير الحقيقي للجماهير بشكل فعال و منظم يعد ضرورة لا مفر منها للارتقاء بالدولة الجزائرية داعية الفاعلين في المجتمع المدني إلى العمل على ترسيخ و تطوير ثقافة الديمقراطية و تنمية لغة الحوار و التعاون في المجتمع ككل و كذا توسيع أنشطة البحث التي تسمح لمؤسسات المجتمع المدني من توسيع تأثيرها في عديد الميادين . وفي ذات السياق أبرزت ذات المسؤولة أن فعاليات المجتمع المدني هي فاعل أساسي في بلورة تصورات وتقديم اقتراحات حول مختلف برامج التنمية المحلية إلى جانب المساهمة في برمجة المشاريع ومراقبة مدى تنفيذها مما سيسمح حسبها بخلق طريق واضحة المعالم لتجسيد هذه المشاريع. من جهته اعتبر عبد الفتاح قدور أستاذ الإعلام و الاتصال بجامعة جيجل خلال مداخلته الموسومة بالحماية من الهجمات الإلكترونية و التوعية من مخاطرها أن تعميق الدراسات الاستباقية والاستشرافية من طرف نخبة المجتمع و بالتنسيق مع المعنين بالأمر يسمح بوضع خطط ناجعة وكفيلة بمواجهة أي طارئ يهدد أمن واستقرار بلادنا في ظل التطور التكنولوجي السائد و هو ما يستدعي حسبه استثمارا أكبر من المتخصصين في المجال . وأكد ذات الأكاديمي و هو عضو في المرصد الوطني للمجتمع المدني, أنه يتعين على الجزائر وضع آليات جديدة و بشكل دوري و مستمر لتحيين المعارف و الخبرات خاصة في ظل التطور الرهيب للتكنولوجيا مشيرا إلى أن الهجمات الالكترونية أصبحت عابرة للحدود و تشكل إحدى أكبر التهديدات التي تواجه أمن الدول واستقرارها المالي والاقتصادي في ظل اتساع حيزها مع تطور تكنولوجيات الإعلام والاتصال وهو ما يتطلب تعزيز القدرات الرقمية وتنسيق الجهود الأمنية للتصدي لأي تهديد إلكتروني . وأبرز السيد قدور ضرورة التكيف مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم, على غرار ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة الراهنة في ظل ظاهرة العولمة و التي أضحت وسيلة هيمنة حقيقية تهدف إلى التحكم في الرأي العام وتوجيهه وفق رؤية اقتصادية واجتماعية وثقافية واحدة . من جهته اعتبر عبد اللطيف بوروبي, أستاذ العلوم السياسية بجامعة صالح بوبنيدر (قسنطينة 3 ) في مداخلته التي حملت عنوان المحافظة على أمن و استقرار الجزائر بدعم مبادرة لم الشمل أن هذه المبادرة تعنى بالشقين المحلي والدولي, مشيرا إلى أن الدستور قد جاء بأحكام دستورية تحافظ على لم الشمل من خلال مكونات الهوية الوطنية و عديد المواد على غرار المادتين 7 و 8 التي جاءت لتقول السلطة للشعب . وأضاف بأن المحافظة على عديد القطاعات ذات الطبيعة الاستراتيجية كلها عوامل تعمل على لم الشمل مبرزا أن الجزائر تعمل أيضا على تعزيز مكانتها الخارجية لاسيما الدور المحوري الذي تلعبه كقوة إقليمية بالمنطقة . للإشارة بادرت إلى تنظيم هذه الندوة الوطنية الاتحادية الوطنية للمجتمع المدني.