تسعى المنتخبات المشاركة في الطبعة السابعة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين “شان-2022” إلى تجاوز مرحلة المجموعات ثم تحقيق أحسن نتيجة لها في هذه البطولة التي ستشد أنظار متتبعي الكرة المستديرة.
وبرزت مجموعة و التي وصفت بالقوية أو مجموعة الموت وهي المجموعة الثانية والتي ضمت منتخبات أوغندا و كوت ديفوار و جمهورية الكونغو الديمقراطية و السنغال و المرجح أن يكون الصراع فيما بينهم على أشده لتجاوز مرحلة المجموعات و تحقيق حلم التأهل.
أوغندا من أجل مشاركة أحسن
فالمنتخب الأوغندي المعروف باسم “طيور الكركي” و الذي يتميز بخصوصية مشاركته في جميع طبعات هذه البطولة باستثناء دورة 2009 بكوت ديفوار يمني النفس خلال موعد الجزائر لتجاوز مرحلة المجموعات في نتيجة ستكون بمثابة انجاز غير مسبوق له في حالة تحققه. وبالرغم من أنه يحسب لمنتخب أوغندا ألف حساب في وسط المنطقة الشرقية لإفريقيا حيث تأهل إلى الطبعة السابعة للشان أمام تانزانيا إلا أن نتائجه تبقى بعيدة عن الإقناع على المستوى الإفريقي باعتبار أن منتخب “طيور الكركي” لم يتمكن في جميع مشاركته من تجاوز مرحلة المجموعات. و عليه سيحاول المنتخب بقيادة مدربه الصربي ميلوتان سردجودفيتش الملقب ب”ميشو” تسجيل مشاركة أحسن في طبعة الجزائر في مهمة لا تبدو يسيرة عند تحديه لكل من منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية أحد أكثر المنتخبات حضورا في المنافسة 6 دورات والمتوج بلقبين اثنين 2009 و 2016 و بعده السنغال صاحب ثلاث مشاركات في البطولة وكانت أحسن نتيجة له المركز الرابع الذي حققه سنة 2009. ومن اجل تسجيل انطلاقة موفقة في البطولة يتعين على منتخب أوغندا (المركز الـ 89 في ترتيب الفيفا الأخير بذل كل مجهوداته من اجل تجاوز منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية يوم 14 جانفي 2023 في مهمة لا تبدو سهلة المنال أمام منتخب قوي سبق له الفوز على أوغندا يوم 22 جوان 2019 بنتيجة 0-2 في كاس إفريقيا. وبعد هذا التحدي الصعب سيكون منتخب ‘طيور الكركي مطالبا بتجاوز منتخب سنغالي يوم 18 جانفي في مقابلة ممنوع التعثر فيها على الفريقين, خاصة وأن ‘أسود التيرانغا’ يملكون لاعبين محليين موهوبين وأصحاب مؤهلات كبيرة. وسيكون منتخب كوت ديفوار المنافس الثالث لأوغندا في منافسات الدور الأول المجموعة الثانية التي سيتأهل منها منتخب واحد إلى الدور الثاني وهو ما يجعل المنتخب الأوغندي حريص على تحصين موقعه قبل تحدي “الفيلة” كوت ديفوار الذي يملك هو الآخر حظوظا وفيرة في قول كلمته في المنافسة وهو صاحب خامس مشاركة له واحتل المركز الثالث في دورة السودان 2011.
“أسود تيرنغا” … بعد 11 سنة من الغياب
سيسجل المنتخب السنغالي للاعبين للمحليين لكرة القدم عودته إلى منافسة بطولة إفريقيا “الشان” بمناسبة الطبعة السابعة التي تتشرف الجزائر وذلك بعد غياب طويل عن المنافسة دام 11 سنة. سيستهل “أسود تيرنغا” المشوار في المنافسة يوم 14 جانفي سا 20.00 بملعب 19 مي 1956 بعناية بمواجهة منتخب كوت ديفوار في مقابلة قد تكون نتيجتها محددة لبقية مشوار المنتخبين في الدورة. وفي مباراته الثانية في المجموعة سيواجه المنتخب السنغالي يوم 18 جانفي على أرضية نفس الملعب سا 20.00 نظيره الأوغندي بعد تأكيد هذا الأخير لمشاركته وعدوله عن قرار الانسحاب لأسباب مالية. وسيختتم “اسود تيرانغا” الدور الأول من البطولة يوم 22 جانفي بنفس الملعب سا 20.00 بمقابلة حاسمة و صعبة ضد منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية احد أهم المرشحين للتتويج باللقب و حامل لقبي 2009 و 2016 . خلال الطبعة الأولى من منافسة بطولة إفريقيا للاعبين المحليين, المنظمة سنة 2009 بكوت ديفوار, كان المنتخب السنغالي قد أنهى الدورة في المركز الرابع بعد هزيمته في المقابلة الترتيبية من اجل المركز الثالث أمام منتخب زامبيا بنتيجة 2-1. سنتان بعد ذلك بمناسبة الطبعة الموالية 2011 بالسودان, لم يتمكن المنتخب السنغالي من تحقيق نتيجة أحسن في المشاركة الثانية له والأخيرة في الدورة, بعد خروجه في الدور الأول على يد المنتخب التونسي بنتيجة 0-2 و هي الدورة التي عاد فيها اللقب لنسور قرطاج وفي ثالث مشاركة للمنتخب السنغالي التي ستكون هذه المرة بأرض الجزائر 2022 تسعى التشكيلة لتحقيق مشاركة تاريخية ولما لا التتويج لتحذو حذو المنتخب الأول الذي كان قد فاز بكأس إفريقيا للأمم 2021 التي جرت بالكاميرون. وهو الأمر الذي إن حدث سيؤكد جودة اللاعب السنغالي المحلي علما أن الطاقم الفني للمنتخب السنغالي كان قد اختار مدينة طبرقة التونسية حيث يجري منذ الاربعاء الفارط آخر تربص إعدادي له تتخلله لعب مقابلات ودية بعين المكان قبل الالتحاق بالجزائر المقرر ليوم 10 جانفي.
“الفيلة” تستهدف اللقب
سيحرص منتخب كوت ديفوار لكرة القدم, الغائب عن منافسات الطبعة السابقة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين إلى تسجيل العودة الموفقة للمنافسة من خلال البحث عن التتويج بلقب الطبعة السابعة من العرس الكروي القاري المقررة بالجزائر. و الأكيد أن المنتخب الإيفواري سيحل بالجزائر بنية تسجيل اسمه في المنافسة التي لم يسبق له التتويج بلقبها وكانت أحسن نتيجة له فيها, مركز ثالث في دورة بوركينا فاسو. وبعدما أن كان معفيا من منافسات الدور التمهيدي, تمكن المنتخب الإيفواري من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات المنافسة القارية 2022-المؤجلة إلى 2023 على حساب منتخب بوركينا فاسو بضربات الترجيح 5-3 بعد أن حسم التعادل السلبي مواجهتي الذهاب و الإياب. و سيخوض منتخب الفيلة مباريات طبعة الجزائر ضمن المجموعة الثانية رفقة منتخبات جمهورية الكونغو الديمقراطية (حامل اللقب لمرتين) و السنغال و أوغندا. وبالنظر إلى قوة المجموعة الثانية تبدو مهمة فيلة كوت ديفوار عسيرة نسبيا من اجل اقتطاع تأشيرة التأهل. لكن هذه المعطيات الأولية ليست لتنال من عزيمة المنتخب الساعي إلى التألق معولا في ذلك على مؤهلات العناصر التي يضمها في صفوفه من شاكلة لاعب وسط ميدان نادي أسيك ميموزا أبيجان باكوم زوزوا الذي تمكن من تسجيل ستة أهداف في بداية البطولة المحلية مع ناديه, بالإضافة إلى توقيعه على ثلاثة أهداف في مقابلات البطولة الإفريقية. و سبق لباكوم زوزوا البالغ من العمر25 سنة أن لعب في جمهورية التشيك و ليتوانيا قبل العودة مجددا إلى بلاده من بوابة أفريكا سبور ثم أسيك ميموزا الذي يواصل معه مشواره الكروي الواعد. وبالإضافة إلى زوزوا, سيكون بوسع المنتخب الإيفواري الاعتماد أيضا على لاعب وسط الميدان الآخر, أوبين كرامو كوامي 26 سنة -أسيك ميموزا الذي يملك خبرة جيدة على المستوى القاري من خلال مشاركته في عديد المنافسات مع مختلف الفرق من بينها أف.سي .سان بيدرو و أفريكا سبور, بالإضافة إلى إبانته عن إمكانيات هائلة في بداية هذا الموسم بدليل تسجيله لـ 3 أهداف خلال الجولات الست الأولى من رابطة الأبطال و كاس الكونفدرالية. هذه المعطيات, تؤكد أن المدرب سواليهو هايدرا سيكون في أريحية من حيث التشكيلة التي سيخوض بها منافسات ‘الشان’ وهو المدرب الذي سبق له الإشراف على التشكيلة المحلية لبلده لأقل من 23 سنة وبلغ معها الدور ربع النهائي في اولمبياد طوكيو 2020. وقبل هذا كان المدرب هايدرا قد احتل المركز الثاني في كاس إفريقيا للأمم لكرة القدم لأقل من 23 سنة عقب الخسارة في المقابلة النهائية أمام منتخب البلد المضيف مصر.
“الفهود” في مهمة افتكاك النجمة الثالثة
يعول منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية صاحب اللقبين القاريين على افتكاك النجمة الثالثة خلال مشاركته السادسة في نهائيات البطولة الإفريقية للاعبين المحليين لكرة القدم ‘شان-2022’. المنتخب الكونغولي الذي بلغ الطبعة السابعة من الشان على حساب التشاد 2-1, 5-0 يعتبر من بين المنتخبات التي ينتظر منها الكثير سيما جماهيره في البلاد التي تعلق عليه الآمال كيف لا وهو المتوج بلقبي نسخة 2009 و 2016. وبقيادة المدرب نغوما كوندي أوتيس الذي خلف في أفريل الفارط فلورون ايبانغي تتواجد “الفهود” في المجموعة الثانية التي تضم منتخبات قوية: كوت ديفوار, أوغندا والسينغال. وعلى الرغم من الأداء الجيد في الدور الأول خلال النسخة السابقة بالكاميرون 2020 إلا أن الفريق خرج من الدور ربع النهائي على يد البلد المنظم 1-2. إلا أنه هذه المرة و بتواجد مدرب جديد, جاءت أفكار جديدة تصب في إعادة “الفهود” إلى منتخب كبير. وأوضح المدرب الجديد للفريق أنه بهدف التأهل كان علينا إعادة رفع معنويات اللاعبين الذين مروا بمرحلة صعبة سيما في ظل توقف البطولة والذي عوضناه بلقاءين وديين أمام الجار الكونغولي. ففي المباراة الأولى ببرازافيل لم نجد الميكانيزمات المطلوبة, لكن في كينشاسا, وجهنا خطابا للاعبين بأن وقتهم قد حان. وأنه لا يجب أن يقللوا من قدراتهم وإمكانياتهم . وأضاف هدفنا محو آثار النتائج المخيبة للمنتخب الأول في مستهل التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا المقبلة, فضلا عن إخفاقات بقية المنتخبات. أنجزنا الأصعب ويتبقى لنا إعادة برمجة العمل المنتظر والتي يتطلب عودة البطولة . ومن أجل إنجاح مشاركتها في دورة الجزائر, يعتزم منتخب الكونغو الديمقراطية الانطلاق بقوة من مرحلة المجموعات, عندما يلاقي في المواجهة الأولى منتخب أوغندا يوم السبت 14 جانفي بملعب 19 ماي 1956 بعنابة سا 17.00 ثم سيكون زملاء بولا لوبوتا (نادي لوبوبو) على موعد قوي عندما يصطدمون بكوت ديفوار 18 جانفي بعنابة في الجولة الثانية قبل التباري مع السنغال 22 جانفي بعنابة من أجل أحد المركزين الأولين في المجموعة المؤهلان إلى الدور ربع النهائي. غير أن رغبة الفريق الكونغولي في التألق قد ترتطم بقلة خبرة المدرب نغوما كوندي أوتيس, الباحث عن أول انجاز له في مشواره التدريبي كناخب وطني بما أنها أول تجربة له في منافسة كبيرة, بعد مروره على رأس مختلف الفئات الشبانية. ويعد منتخب جمهورية الكونغو الأكثر تتويجا باللقب القاري في تاريخ منافسة بطول إفريقيا للمحليين بلقبين, حيث توج بطلا لنسختي كوت ديفوار و رواندا. وبما أنها تحوز على أحد أفضل البطولات المحلية في القارة السمراء خلال العشرية الأخيرة, فإن الكونغو الديمقراطية كانت دوما من أكثر المرشحين للعب على اللقب في طبعات ال “شان” ما عدا في 2018 عندما عجزت تشكيلتها عن التأهل إلى النهائيات. وقبل أيام عن انطلاق المنافسة, دخلت “الفهود” الكونغولية آخر مرحلة تحضيرية لها بمعسكر تدريبي بتونس منذ 2 جانفي وسيلعب مبارتين وديتين. وقد تنقل الفريق بتعداد قوامه 28 لاعبا تم اختيارهم لتمثيل البلد في دورة الجزائر.