واصلت قوات الاحتلال الصهيوني لليوم الـ 19 على التوالي، حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، مرتكبة مجازر مروعة بحق العائلات والنازحين، وسط تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية والصحية.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد الشهداء إلى 1249 شهيدًا، و3022 إصابة منذ استئناف العدوان في 18 مارس الماضي، لترتفع الحصيلة الإجمالية للعدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 50609 شهيدًا و115063 إصابة. ووصف مدير المستشفى المعمداني، الدكتور فضل نعيم، الوضع الصحي في القطاع بـ”الكارثي”، مؤكدًا خروج المنظومة الصحية عن السيطرة، في ظل الضغط الشديد ونفاد الوقود والمستلزمات الطبية. وطالب بوقف العدوان وفتح المعابر لإدخال الطواقم والمساعدات الطبية، إلى جانب السماح للجرحى بتلقي العلاج في الخارج. وفي خانيونس، ارتقى 3 شهداء وأُصيب آخرون جراء قصف طائرة مسيرة لتكية طعام بمخيم القطاطوة، وهم: بلال سعيد محمد أبو مصطفى، محمد سليمان أبو مصطفى، محيي الدين الخواص. كما استشهد المواطن علي زياد الهندي، وأُصيبت زوجته وطفله في قصف استهدف شقة سكنية وسط المدينة. وفي مدينة غزة، استشهدت الطفلة ليان نائل جندية إثر قصف شارع السكة في حي الزيتون، كما ارتقى عدد من الشهداء في قصف مدفعي استهدف منزلًا لعائلة أبو العطا بحي الشجاعية. وشهد حي التفاح إطلاق نار من طائرة مسيرة من نوع “كواد كابتر”، فيما واصل الاحتلال قصفه المدفعي شمال مخيم النصيرات ووسط مدينة رفح، حيث نُفذت عملية نسف غرب المدينة، وأُعلن عن استشهاد بهاء الدين رائد محارب متأثرًا بجراحه في بلدة النصر شمال شرق رفح.
إبادة جماعية
و اعتبرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت هاريس، أن ما يحدث في قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني هو عملية “إبادة جماعية”، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني يواجه معاناة كبيرة. وقالت هاريس، في تصريح صحفي، يوم الجمعة، إن الكيان الصهيوني مطالب بتوفير الحماية الأساسية للعاملين في المجال الإنساني بالقطاع، وحماية المرافق الطبية بالقطاع، وأنه لا ينبغي أن تكون هدفا للغارات الصهيونية. وأشارت المسؤولة الأممية إلى وجود انتشار كبير للأمراض في غزة، كما أن المنظمة تواجه صعوبات في تنفيذ حملات التطعيم ضد شلل الأطفال، حيث كان من المفترض توفير اللقاحات خلال توقف إطلاق النار، لكن هذه الجهود تعطلت بسبب انتهاك الهدنة، كما تحدثت عن تفشي الأمراض المعوية والرئوية نتيجة لسوء التغذية وقلة الإمدادات الطبية. وأكدت هاريس أن منظمة الصحة العالمية تتواصل بشكل دائم مع الأطراف المعنية في النزاع بقطاع غزة، بهدف حماية المنشآت الصحية وتجنب استهدافها، وبالرغم من ذلك استمرت الهجمات على المستشفيات الكبرى في قطاع غزة مثل مستشفى الشفاء، ومجمع ناصر الطبي، ومستشفى غزة الأوروبي، والمستشفى المعمداني، مما يشير إلى استهداف متعمد لهذه المنشآت الحيوية. وشددت هاريس على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة من قبل المجتمع الدولي، لتوفير الدعم الطبي والإنساني الضروري لسكان غزة، مؤكدة أن الجهود الإنسانية لا يمكن أن تحقق أهدافها دون وقف إطلاق النار وحماية المنشآت الصحية. وطالبت هاريس بوقف إطلاق النار في غزة “حتى نتمكن من إدخال المساعدات وتلبية حاجات الفلسطينيين، حيث إننا في حاجة إلى تعزيز كل أشكال الدعم للفلسطينيين بقطاع غزة، كما نواجه عقبات كبيرة في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المستمر”.
ارتقاء 15 فلسطينياً
أعلن التلفزيون الجزائري، السبت، عن ارتقاء خمسة عشر شهيداً فلسطينياً جرّاء العدوان المتواصل على القطاع منذ فجر السبت. وأفيد أنّ 1309 شهداء ارتقوا وأصيب 3184 آخرون منذ خرق الاحتلال لوقف إطلاق النار في الثامن عشر مارس الماضي. وأعلنت السلطات الصحية الفلسطينية أنّ 60 شهيداً و162 مصاباً وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية. وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50669 شهيداً، وأصيب 115225 آخرون. وما يزال عدد غير معروف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم. واستأنف الكيان عدوانه قبل ثمانية عشر يوماً. وجاء ذلك بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في التاسع عشر جانفي الأخير. ويتواصل خرق الاحتلال لبنود اتفاق وقف اطلاق النار، عبر قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزة ورفح.