اهتزت دار الثقافة مصطفى خلاف بسعيدة على وقع اعترافات الفنان صافي بوتلة أحد أعمدة الموسيقى الجزائرية المعاصرة ونجم الساحة الفنية العالمية. بمناسبة مهرجان الأدب وسينما المرأة قدم الملحن ورشة عمل استثنائية كانت بمثابة غوص في عالمه الموسيقي والسينمائي. بشغف واضح استعرض بوتلة المحطات الرئيسية في مسيرته الفنية متحدثا عن بداياته وتأثيراته الفنية وخاصة العلاقة الجوهرية التي تربطه بالموسيقى. “هذه ليست مهنة، إنها قدر” صرح أمام جمهور مأخوذ. ووصف الموسيقى بأنها بديهية قائلا علينا أن نترك عملا يبقى بعد رحيلنا داعيا الفنانين إلى إسماع أصواتهم وعدم العيش في الصمت. بالنسبة لبوتلة تتجاوز الموسيقى دور المرافقة الصوتية البسيطة لتكون تعبيرا عن المشاعر والصدق. طوال اللقاء أعاد الجمهور اكتشاف مقتطفات من أعماله البارزة خاصة مؤلفاته الموسيقية للأفلام. كشف الموسيقي عن كواليس عملية الإبداع لديه خاصة فيما يتعلق بفيلم “لالا فاطمة نسومر”. من النوتة الأولى إلى التركيب النهائي كل مرحلة تم تصميمها لتتناغم مع الصور والعواطف في الفيلم في تناغم دقيق وقوي. كانت إحدى اللحظات الأبرز في هذه الورشة هي التحية المؤثرة التي قدمها صافي بوتلة للفنانة الراحلة شيخة جنية أيقونة التراث الموسيقي الجزائري. في ختام الجلسة أثار إعجاب الحضور عندما تحدث عن للقاءين اللذين جمعهما مع المطربة معبرا عن إعجابه بوقارها وصدق فنها في كل مرة.
