أقدمت منذ الثلاثاء إلى غاية أمس السلطات الوصية بوهران على هدم أكثر من 180 بناية فوضوية بكل من بلدية بوسفر و بلدية السانيا منها بنايات مكتملة و آخرى في طور التجسيد في عملية نوعية تضاربت حولها الآراء بين الإستنكار و التأييد ، و أيضا أثارت استغراب عديد من المتتبعين لهذا الملف حول دور الجهات الوصية في ردع ظاهرة ابني و اسكت و كيف سمحت لمافيا العقار باستغلال أزمة العائلات الفقيرة من المتأزمين سكنيا .
تم أمس هدم 155 بناية فوضوية بمنطقة عين البيضاء ببلدية السانية حسب مصالح بلدية السانيا حيث انطلقت عملية هدم هذه البنايات الفوضوية المتواجدة بمحاذاة ورشة بناء 600 وحدة سكنية عمومية ايجارية بمنطقة عين البيضاء في حدود الساعة الخامسة صباحا بحضور المصالح الأمنية وكذا مصالح دائرة السانية، وقد تم تسخير لهذه العملية الإمكانيات اللازمة على غرار جرارات وآلات لإزالة البنايات الفوضوية إلى جانب عمال من مصالح دائرة وبلدية السانية و أكدت بالمقابل مصالح الولاية أن العملية جرت في ظروف عادية دون تسجيل أي تجاوزات مؤكدة أن السلطات العمومية تبقى حريصة على إزالة هذه البنايات الفوضوية مع تطبيق القوانين والنظم سارية المفعول في هذا المجال ، حيث جاء ذلك تنفيذا لتعليمات والي ولاية وهران ، و في إطار إعادة بعث ورشة حصة 600 سكن عمومي إيجاري بعين البيضاء علما أ5ن المشروع السكني متوقف منذ خمسة سنوات بسبب تواجد هذه البنايات الفوضوية حسب مصالح دائرة السانيا ، كما جرت عملية هدم 25 بناية فوضوية ببلدية بوسفر الساحلية غرب وهران وذلك في إطار القضاء على البنايات الفوضوية التي انتشرت مؤخرا بذات المنطقة، وقد قامت مصالح دائرة بوسفر بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني أول أمس الثلاثاء بهدم 25 بناية فوضوية بالمستثمرة الفلاحية زيدان بن عودة رقم 5 ببلدية بوسفر حيث قد تم تسخير لهذه العملية عتاد متمثل في جرارات وآلات لازالة البنايات الفوضوية إلى جانب عمال تابعين لمصالح دائرة وبلدية بوسفر حسب مصدر الذي أشار إلى أن العملية جرت في ظروف عادية دون تسجيل أي تجاوزات ، وأشار أن السلطات العمومية تبقى حريصة على إزالة هذه البنايات الفوضوية مع تطبيق القوانين والنظم سارية المفعول في هذا المجال داعية الى ضرورة المساهمة في التحسيس حول ضرورة تجنب ارتكاب مثل هذه الخروقات التي تضر بالنسيج العمراني، وتشير ذات الجماعة المحلية الى أن عليات هدم البنايات الفوضوية متواصلة عبر إقليم البلدية مهما كانت طبيعتها ومواقعها و يذكر أيضا أن ذات المصالح قامت شهر نوفمبر المنصرم بهدم 25 بناية فوضوية أخرى ومنع تشييد بنايات عبر خمس قطع أرضية مهيأة للبناء على مستوى الشريط الساحلي بشاطئ كوراليز التابع إقليميا لبلدية بوسفر .
حملات التهديم لم تجد نفعا
و على عكس ما كشفته المصالح الوصية أن عمليات التهديم تمت في ظروف عادية فقد انتشرت على الفضاء الأزرق فيديوهات لأفراد عائلات ينددون بالعملية و آخرين يهددون بعد أن أضحت عائلات بالشارع ، كما إنقسمت آراء العديد من المواطنين حول القضية بين المؤيد لعملية الهدم و إعتبارها تطبيق للقانون و جزاء لكل من يقوم ببناء سكن فوضوي و أخرى شجبت عملية التهديم مع مقربة رمضان بإعتبار ان العديد من العائلات التي هدمت سكناتها الفوضوية متأزمة سكنيا و حرمت من الحصول على سكن لائق ، حيث لم تجد سوى “البراريك” لإيواء أفراد عائلاتها ، والواضح أن ظاهرة بني و اسكت اتسعت بشكل كبيرو استفحلت بولاية وهران و رغم حملات التهديم التي تمت و المتابعات القضائية في حق أفراد بزنسوا في عقار الدولة غير أن ذلك لم يردع مافيا العقار من إستغلال أزمة العائلات للبزنسة في عقار الدولة بل لحد الساعة لا تزال أراضي تباع بطريقة غير قانونية و حتى على الفضاء الأزرق الذي بات من جهة مسرحا لمثل هذه التجاوزات ، حسب ما رصدته أيضا جريدة المجتمع غير أن الإشكال الذي يبقى مطروحا وسط العديد من المواطنين و المتتبعين للملف هو لماذا لم تتحرك الجهات الوصية لوضع حد للبناء الفوضوي و استنزاف العقار منذ البداية ؟ ولما تم السكوت عن هذه العائلات إلى غاية انجاز سكنات مكتملة و السكن بها؟ و أين كانت أعين المسؤولين ما دام ان هناك عشرات أراضي الدولة تقسم و تباع بالملايين و سكنات تنجز في وضح النهار؟ ـ ق لويزة