تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أوعالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية يصادف الحادي عشر نوفمبر ذكرى ميلاد المسرحي الجزائري رشيد قسنطيني 1887 – 1944 لحظةٌ فارقة صنعت مسيرة المسرحيّ رشيد قسنطيني الذي تمرُّ ذكرى ميلاده تمثّلَت في لقائه منتصفَ عشرينيات القرن الماضي مع علي سلالي المعروف باسم علالو 1902- 1992 أحدِ روّاد الحركة المسرحية في الجزائر وقبل ذلك عاش قسنطيني الذي وُلد في حيّ القصبة التاريخي بالعاصمة حكايةً دراماتيكية تبدو مناقضةً وربّما مفسّرة لمسرح الكوميديا الساخرة الذي سيبرز فيه فقد انقطع عن الدراسة في المرحلة الابتدائية ليُساعد والده الذي كان يعمل نجّاراً ثمّ هاجر إلى فرنسا مع بداية الحرب العالمية الأُولى سعياً منه إلى تحسين وضعه الاجتماعي لكنّ سفينته غرقت في عرض البحر فوجد نفسه في جزيرة مالطا الإيطالية حيث اختفت أخباره لفترة حتّى اعتقد أهله أنّه فارق الحياة لكنّه سيعود إلى مسقط رأسه فيجد أنّ زوجته ارتبطت بشخص آخر فيعود أدراجه إلى فرنسا التي سيعودُ منهما مجدّداً عام 1926 في تلك السنة سيلتقي بسلالي الذي وجدَ أنَّ الشاب العائدَ من مغتربه الفرنسي مُضحك بالفطرة فاقترح عليه الانضمام إلى فرقته المسرحية وبالفعل سيقف رشيد بلخضر اسمُه الحقيقيُّ في السنة نفسها على خشبة المسرح لأوّل مرّة مع الفرقة التي تحمل اسم الزاهية ليُقدّم معها مسرحيةً مقتبسةً من ألف ليلة وليلة بعنوان زواج بوعقلين نالت نجاحاً كبيراً وفي العام الذي تلاه أسّس مع جلول باش جرّاح فرقة مسرحية باسم الهلال الجزائري لم تنل مسرحيته الأُولى التي قدّمها مع فرقته الجديدة وكانت بعنوان العهد الوفيّ النجاح المتوقَّع فاتّجه إلى المسرح الكوميدي حيث قدّم عام 1928 مسرحيته زواج بوبرمة التي ستكون بدايةَ شعبيته وبعد مجموعة من الأعمال المسرحية انضمّ إلى فرقة باشطارزي عام 1934 واستمرّ معها حتى 1938 ألّف قسنطيني ومثّل في أكثر من ثلاثين عملاً مسرحياً من بينها بني كوجو وبابا قدور والطماع وزغيربان وعايشة وباندو وتشرتش وياحسراه عليك وبونقاب وهني أعمالٌ تناولَ في مجملها أوضاع الجزائريّين خلال الفترة الاستعمارية مثل تفشّي الفقر والأمراض والبطالة مُديناً بلغته الشعبية البسيطة وأدائه الذي يميل إلى الارتجال الاحتلالَ الذي منع عرضاً مسرحياً له عام 1940.