نوحد المستيقظين بهذا الشعار يستقبل موقع بلدة أمينوفكا زواره من الراغبين في شراء قطعة أرض للعيش في ما يمكن اعتباره مجمعاً سكنياً إسلامياً يقع على مسافة 140 كيلومتراً فقط من العاصمة الروسية موسكو وبأسعار تبدأ من نحو 6 آلاف دولار للقطعة الواحدة وقد تم بالفعل بيع نحو نصف قطع الأرض البالغ عددها الإجمالي 176 قطعة.
بدأت فكرة إنشاء مجتمع مخصص للسكان المسلمين في 2019 حين استعان رجل الأعمال الروسي الداغستاني الأصل خيزري موتالوف بمصممة الأزياء الإسلامية المعروفة أمينة شابانوفا لتسويق قطع الأرض المملوكة له والبالغة مساحتها 83 هكتاراً حتى أنه استوحى اسم البلدة أمينوفكا من اسم شابانوفا الأول في ماي الماضي انطلقت أعمال البناء التي تشمل في مرحلتها الأولى مد الطرق الداخلية وإنشاء سور خارجي قبل أن يتاح للملاك البدء بإنشاء بيوتهم الخاصة.وفي أغسطس الماضي دعا رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين إلى مراجعة جميع المنشورات عبر وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت حول إنشاء بلدة إسلامية في ضواحي موسكو والمخاوف المتعلقة بها.
ويعتبر الباحث في الشؤون الإسلامية رئيس تحرير مجلة العالم الإسلامي رئيس سليمانوف أن تقديم المشروع على أنه مجمع سكني إسلامي يعد بمثابة فكرة تسويقية لجذب المشترين من بين الأثرياء المسلمين. ويقول كانت الأراضي مملوكة لموتالوف ولم يكن قادراً على بيعها بسبب ندرة الراغبين في الشراء نظراً لوقوع المنطقة في محيط من الحقول وافتقارها إلى الطرق والبنية التحتية الأساسية ولكنه تعرف في عام 2019 على شابانوفا فاقترحت عليه بيع قطع الأرض للمسلمين الأثرياء ما اعتبر حلاً تسويقياً بحتاً ليتم وضع النظام الأساسي للمجمع الذي ينص على حظر بيع الكحول أو تربية الخنازير وحول تعايش سكان أمينوفكا مع المنطقة المجاورة التي يقطنها غير مسلمين يضيف سليمانوف لم تلق الفكرة إعجاباً لدى كثيرين فبدأوا يستطلعون آراء السكان المحليين الذين يخشون من فرض المسلمين قيوداً عليهم، حتى أن لجنة تحقيق روسية دعت إلى مراجعة المشروع وأثار ذلك خوف موتالوف الذي سارع إلى التأكيد أن البلدة ليست إسلامية وإنما صديقة للبيئة ويتخوف سليمانوف ألا يتم استكمال مشروع أمينوفكا في نهاية المطاف قائلاً يجري تنفيذ المشروع ببطء شديد وبعد هذا الجدل سيخاف الناس من شراء قطع أرض فيه خاصة بعد رؤيتهم المنطقة شبه خالية فهم يحتاجون إلى الطرق والمرافق.
من جهته يعتبر المستشرق كريم عين الله أن إنشاء بلدة للمسلمين أمر طبيعي فالإسلام هو ديانة تقليدية في روسيا مقللاً من احتمال حدوث مشكلات مع الجيران من غير المسلمين ويضيف عين الله المسلمون يشاركون في تنمية الدولة الروسية ويحتاجون إلى البنية التحتية الحلال ومشروع أمينوفكا ليس بلدة انفصالية كونها غير مصنفة إسلامية ووجودها بجوار مساكن غير المسلمين يعكس القاعدة الأساسية لروسيا التي يتعايش فيها معتنقو الأديان المختلفة ويواجه المشروع حملة انتقادات واسعة في الصحافة الروسية ومن بينهما نشر وكالة تقريراً موسعاً حول البلدة في مطلع سبتمبر الماضي تضمن آراء سكان المنطقة بعد واقعة اعتراض المشترين المسلمين على اقتراب فتاة كانت ترتدي ملابس السباحة ونقلت الوكالة عن واحدة من السكان قولها كنا نعلم أن هذا الحقل سيتم بيعه يوماً وكنا نتوقع أنه ستكون هنا قطع أرض للبيوت الصيفية مثل بيوتنا. إلا أننا علمنا من صفحة القائمين على المشروع على إنستغرام أنه سيتم إنشاء مدارس إسلامية ومسجد وأنه يتم انتقاء المشترين حينها شعرنا بالقلق وفي حين لم ترد أمينة شابانوفا على التعليق على طبيعة المشروع إلا أنها ردت عبر تصريحات على اتهامات السكان المحليين قائلة حدث موقف واحد في العام الماضي حين حاولت فتاة مرتدية ملابس البحر العبور عبر حشد من الرجال في أرضنا. قيل لها إنه يمكن أن تسير كما تشاء وأينما تشاء باستثناء بلدتنا نحن نعتمد المظهر الخارجي المهذب ولا نتدخل في شؤون أحد، ولا نريد تعليم الآخرين شيئا والناس الذين يشترون قطع الأرض لدينا هم أشخاص متعلمون وأذكياء ومثقفون.