ثقافة

أفكار مبتكرة للأمهات

تعويد الأطفال الصيام بوسائل مشجعة

التدريب الأمثل يبدأ بالتدرج بصيام الطفل منذ سن السادسة وبهذا يبلغ سن التكليف مستعدًّا للصيام  في رأسي درج وهمي يصل إلى قمة المئذنة، رسمته منذ الطفولة، ويبدو أنني نقلته إلى أولادي لكثرة ما تحدثت عنه”، بابتسامة طفولية يتذكر محسن الصالح كيف بدأ صيامه في سن السابعة متدرجا.

يقول المتحدث أن ابنته سمر رسمت خطًّا بيانيا متصاعدا وتحته درج، وبدأت تلون كل درجة بلون، وتكتب رموزا غير مفهومة، وكان لها منذ صغرها طريقتها الخاصة في الصيام، وكانت تكافئ نفسها بعد صيام 3 ساعات بملعقة سكر، وتكمل صيامها إلى أن أصبحت في سن التكليف، وأصبح الصيام سهلا وماتعا لديها، وبقيت تلون الدرج من دون رموز.

  • تدريب ومكافأة

ويضيف محسن أن سمر التي درست الهندسة لاحقا تحاول مع أطفالها تنظيم تناول الطعام خارج رمضان على أن يكون بين الوجبة والأخرى 6 ساعات من دون أي طعام أو وجبة خفيفة، فقط الماء. وتقول إنه سيصبح من السهل عليهم التأقلم في شهر الصيام. فبترك وجبة واحدة تقوم على تمرينهم منذ سن السادسة، ولتشجيعهم يحق لهم إذا نجحوا في ترك وجبة أن يطلبوا مكافأة تكون عبارة عن هدية أو نزهة أو حلوى معينة. ويخبر محسن أن فكرة درج المئذنة أتت من صعود المؤذن الدرج قبل وجود مكبرات الصوت ليصل إلى الأعلى ويؤذّن. وكان الأطفال يظنون أن المؤذن يستهلك اليوم بطوله ليصل إلى أعلى المئذنة عند المغرب، فكانوا يصومون بعدد الدرجات التي يصل إليها المؤذن ظهرا.

  • الشوكولاتة والمساعدات

ياسمينا كركوز طفلة بعمر 9 سنوات تعلمت الصلاة وحدها بوقوفها إلى جانب والدها وسماعه، لتفاجئ عائلتها أنها بدأت وحدها بحماسة بإقامة الصلوات. وتقول والدتها بتول إن ابنتها بدأت العام الماضي الصيام وحدها أيضا حتى الظهيرة، حتى وقت الغداء على سبيل التجربة، والعام الحالي جربت صيام 4 أيام قبل رمضان في شهري رجب وشعبان. ولتشجعها أمها على الصيام بدأ الاهتمام بزينة رمضان في المنزل، وتحضير علب من الشوكولاتة التي تحبها بأشكال مبتكرة مع اسمها، تختار بعد الصيام أي صندوق تريد فتحه، منها على أشكال القمر أو نجوم مزينة، كما وضعت جدولا بالمأكولات التي تريد أن تتناولها أثناء الإفطار. وتخبرها بتول من دون أي تخويف أن الله يحب من يصلي ويصوم ويرضى عنه، بل إنها تسألها طوال الوقت إذا كانت تشعر بالجوع لتفطر قبل الأذان، وهذا شجع ياسمينا على التمسك بالصيام والصلاة على أنهما جزء جميل ومحبب في الحياة. فضلا عن ربط شهر رمضان والصيام بالمساعدات، فجعل ذلك ياسمينا تسهم بجزء من مصروفها لتساعد العائلات والأطفال الأقل حظا على الصعيد المالي.

  • تقويم رمضان ورسائله

من جهتها صممت فاطمة مرعي تقويما لشهر رمضان خاصا بالأطفال، فيه 30 جيبا، في كل واحد معلومة لها علاقة بشهر رمضان ونشاطاته، مثل الصدقة، وحفظ آية قرآنية، ومساعدة الأم في المطبخ، وحفظ دعاء قبل الإفطار. وبقية الجيوب تكون فيها رسائل متبادلة بين الأهل والطفل، إما يترك فيها الأهل رسائلهم أو العكس، فيترك الطفل مثلا أمنياته وما يرغب أن يقوم به من نشاطات، مثل لائحة الطعام الذي يريد تناوله في وقت الإفطار، أو رغبته في الاستيقاظ من أجل السحور، أو دعوة أحد أصدقائه على الإفطار، أو تلبية دعوة، أو أمنياته بخصوص ثياب العيد.. ويمكن كذلك استخدام هذا التقويم لاحقا في أي شهر ليكون مفيدا في تبادل الرسائل والمفاجآت كل يوم بين الطفل والأهل. ومع أن الأطفال يريدون تحفيزا لكن فاطمة لا تفضل فكرة أن يفعل الطفل أمرا فقط للحصول على مقابل، مع إشارتها إلى أنه لا بد من التحفيز بالهدايا والدعوات والمكافآت. وتضيف أنه يمكن جعل الأطفال يشاهدون فيديوهات وأناشيد لها علاقة برمضان والصيام تشجعهم على أداء عبادات الشهر الفضيل.

*بالقدوة فقط

عبد الله سنو يقول إن الأطفال ينتظرون أي فرصة للتماهي مع الكبار، فكما يقلدون أهلهم في اللباس والكلام، كذلك يقلدونهم في الصلاة والصيام. ويخبر أن أولاده كانوا في طفولتهم يصرّون على الصيام فقط ليستيقظوا في وقت السحور، إذ كان الاستيقاظ ممنوعا عليهم إلا للصائم منهم، وكانت تفرحهم هذه  اللمّة أو التجمع للعائلة في الليل. لم يطلب عبد الله من أولاده الصيام أبدا كما يروي، ويقول إنه كان وأمهم قدوة أراد الأطفال قبل سن تكليفهم أن يتبعوهما. لكن ابنه اليوم يحاول تشجيع أولاده على الصيام بإحضار الهدايا لهم ومنحهم المال، وهو ما لا يفضله عبد الله ويجده أنه قد يعلم الطفل الابتزاز.

 

بانتظار العيدية

وتخبر فاطمة شحور أن عمتها التي تعيش في الخارج تعمل جهدها ليعيش أطفالها جو شهر رمضان، فيعلقون الفوانيس، ويبتكرون تقويم نشاطات رمضانية مثل قراءة القرآن والأدعية، كما تحثهم على مساعدتها لتحضير الإفطار معا، وتحضر هدايا العيد، مع الإشارة إلى أن الصيام يرافقه هدايا وعيدية وثياب جديدة.

 

 

*الاهتمام بالغذاء

هنادي جمعة التي درست التغذية ترى أنه من المهم الانتباه جيدا إلى صحة الطفل في طور النمو، وتؤكد ضرورة الاهتمام بتعويض ما قد يفقده من فيتامينات وسوائل في يوم الصيام. وتصرّ على جعل الأمر اختياريا للطفل حتى لا يضطر إلى الكذب أو الأكل سرًّا، فلا يشعر بسلام نفسي مع الصيام. وتخبر أن جلّ ما تفعله مع أولادها ليصوموا متى شاؤوا أن تحضر العصائر المغذية، والأطعمة اللذيذة بعيدا عن الحلويات الدسمة والمأكولات التي تسبب الجوع، مع تمسكها بالسحور للأطفال خصوصا وعن التدريب الأمثل ترى أن الأفضل أن يبدأ الطفل الصيام أولا حتى أذان الظهر مدة 10 أيام، ثم حتى أذان العصر مدة 10 أيام، حتى يستطيع الطفل الصيام إلى أذان المغرب في الأيام العشرة الأخيرة وبهذا يبلغ سن التكليف مستعدًّا للصيام، مدركا لتحدياته وبسلاسة تامة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق