مجتمع

500 كلمة في اللغة الفرنسية أصلها عربي..

كيف تسللت إلى لغة الشباب الفرنسي..؟

 

سواء كنت تعيش في ضواحي باريس أو في أرقى أحياء العاصمة الفرنسية، فمن الطبيعي أن تسمع يوميا كلمات عربية على ألسنة الشباب الفرنسي. فما أصل هذه الظاهرة؟ ولماذا يستخدم الفرنسيون عبارات من اللغة العربية؟

في تقرير نشرته صحيفة فرنسية تقول الكاتبة ماري ليفين ميشاليك إن كلمات مثل والله وخلّاص وخبطة أصبحت عبارات متداولة ومنتشرة بين الشباب الفرنسي ويفهمها الجميع تقريبا رغم أنها كلمات غير فرنسية ويقول الشاب الفرنسي ديجوني الذي لم يسبق له أن زار الجزائر أو أي دولة عربية اخرى عن أصل تلك الكلمات إنها عربية على ما أعتقد هذه هي الطريقة التي نتحدث بها إنها لغة الشباب اليوم وتؤكد مواطنته بارتي 20 عاما أنها تستخدم يوميا عبارات مثل خبطة وارز وحك والأمر الملفت للنظر أن هذه العبارات لا تُستخدم فقط في ضواحي باريس حيث يعيش أبناء الجالية العربية لكنها تسللت أيضا إلى أبناء الطبقة البرجوازية ويقول عالم اللسانيات الفرنسي جان بروفوست مؤلف كتاب أسلافنا العرب إن اللغة الفرنسية استوعبت في الماضي الكثير من الكلمات من الإيطالية والإسبانية وأيضا من العربية مثل قهوة وبرتقال و سبانخ و فنجان وحسب بروفوست فإن التلاقح بين اللغتين الفرنسية والعربية بدأ خلال الحروب الصليبية ثم ظهرت كلمات كثيرة في اللغة الفرنسية من أصل عربي مثل الوزير و الأمير والمنتجات مثل قهوة والأرغان وكلمات أخرى خلال الحرب مع الجزائر مثل بلاد واستمر الأمر من خلال التجارة الموازية وأغاني الراب وغيرها من العوامل. وتشير آخر التقديرات إلى وجود حوالي 500 كلمة في اللغة الفرنسية من أصل عربي ويقول الشاب الفرنسي آرثر نحن نستخدم هذه العبارات في حياتنا اليومية ونعبّر من خلالها عن مشاعرنا هناك العديد من الأمثلة مثل  الحشومة وتعني الحشمة و  لا مولا وبصحتك وتعتقد الكاتبة أن استخدام الكلمات العربية أصبحت طريقة يعبّر بها الشباب الفرنسي عن ذاته مثلما يستخدم كثيرون اللغة الإنجليزية للظهور بشكل جذاب وتقول بارتي في هذا السياق إنها موضة نستخدمها لمواكبة العصر ويوضح لوك بيشلي عالم اللسانيات الاجتماعية والمحاضر بجامعة أفينيون أن العربية المُستخدمة في فرنسا هي بالأساس اللغة العربية ونادرا ما تُستخدم اللغة العربية الأدبية في فرنسا ويستخدم الشباب الفرنسي الكثير من العبارات العربية المتعلقة بالعائلة والأصدقاء، مثل الإخوة وصاحبي ويضيف بيشلي أن الكثير من العبارات المتعلقة بالإهانات أصبحت مستوحاة من العربية مثل عبارة مسكين.

ويتابع بيشلي الذي كتب أطروحة حول اللغات ومسارات الاندماج للمهاجرين من شمال أفريقيا في فرنسا أن الكثير من العبارات ذات الخلفية الدينية وغيرها من الكلمات تأتي من أغاني الراب ومن بين الأغاني التي أخذت رواجا كبيرا بين الشباب الفرنسي أغنية بوند أورغانيزي التي جمعت المغني جوليان ماري مع 157 مغني راب من مرسيليا وباريس وقد استخدم فيها كلمات عربية مثل خبطة والحمد لله. وتأتي هذه العبارات من موسيقى الراب لكن أيضا من مواقع التواصل الاجتماعي وتلفزيون الواقع وكرة القدم والأنشطة الترفيهية مثل الألعاب عبر الإنترنت ويرى بيشلي أن مصادر تلك العبارات متعددة فعلا ومنها أغاني الراب ومواقع التواصل الاجتماعي لذلك يلتقطها جيل الشباب لكن الكثير منها لا يدخل إلى القاموس الفرنسي. ويتابع بيشلي -سيبقى البعض وسيختفي البعض الآخر هذا أمر طبيعي لكن انتشار هذه العبارات لا يدل حسب رأيه على مدى تأثر اللغة الفرنسية بالعربية رغم أن هذه الكلمات تشكل فهمنا للعالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق