الحدث

إفشال المؤامرة و تضميد الجراح

33 حريقا في نفس اليوم والزمن

تعرضت تيزي وزو صيف 2021 الى حرائق مهولة اودت بحياة عشرات الاشخاص بين مواطنين و عسكريين نشبت بالعشرات في نفس الوقت بالجزء الاوسط من الولاية التي تعرضت الى مؤامرة تهدف الى دفع الجزائر نحو المجهول  أحبطتها يقظة و تضامن الدولة والشعب. وكانت موجة الحرارة التي شهدتها ولاية تيزي وزو في مطلع شهر جويلية قد دفعت المصالح الولائية سيما مديرية الحماية المدنية و محافظة الغابات الى تجنيد كافة وسائل وامكانيات مكافحة الحرائق تحسبا لاندلاع أي حريق  الا ان اليد الاجرامية كانت اقوى من جميع تلك الوسائل البشرية و المادية وباتت كل الارادات الحسنة و تجهيزات المصالح المعنية بمكافحة الحرائق شبه عاجزة أمامها.  فلقد نشب 33 حريقا في نفس اليوم والزمن بالمنطقة الوسطى من ولاية تيزي وزو, التي تتميز بغاباتها الكثيفة التي تنتشر بها قرى ذات كثافة سكانية كبيرة حيث خلفت في اليوم الاول 6 قتلى و عشرات الجرحى. و أكد المحافظ المحلي للغابات يوسف اولد محمد الذي كان أول من وصف تلك الحرائق بالإجرامية, خلال دورة استثنائية للمجلس الشعبي الولائي خصصت لهذه الكارثة أن الحرائق المميتة لل9 اغسطس قد سجلت في المنطقة الاقل عرضة للحرائق بالولاية. و انتشرت الحرائق التي نشبت في قلب المناطق الجبلية الآهلة بالسكان,بسرعة النار في الهشيم و ساعدها في ذلك شده الحر و الرياح, وهو توقيت اختاره بالذات مضرمي الحرائق التي حاصرت القرى و المداشر و زرعت الخوف و الذعر في اوساط السكان

. فقد اصيب الجزائريون بالصدمة لهول ما تضمنته الصور و الفيديوهات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي  و التي نقلت فرار المواطنين المحاصرين بالنار في كل صوب و حدب, من بيوتهم وكانت السنة النيران تنتشر بسرعة البرق  حاصرت السكان داخل منازلهم و لحقت بآخرين كانوا يحاولون الفرار عبر احراش الغابات أو وسط البساتين. وقال أحد شبان قرية اخليجن  الاربعاء ناث ايراثن  بعد ايام من الكارثة  لم أرى في حياتي حريقا ينتشر بتلك السرعة  مضيفا  كنا نشاهد الحريق الذي نشب في أسفل القرية وفي لمحة بصر وصلت السنة اللهب الى المنازل و تذكر شاب آخر نجا من الحرائق كيف اختفى وراء احدى المركبات المتوقفة على الحافة لكي يحمي بنات اخيه الاثنتين متابعا  لقد انتشرت السنة اللهب بسرعة لم أكن أتوقعها, وشعرت بحرارة لم أعرفها أبدا من قبل وألم شديد لا يوص كنت اظن اننا اصبحنا في عداد الموتى  ولما بلغت النيران أعلى الطريق حاصرت العائلات التي كانت تحاول الفرار الى قرية مجاورة  حسب شهادات بعض سكان ايخليجن الذين شاهدوا بأم اعينهم بعض اقاربهم يفارقون الحياة من بينهم بعض الأطفال.

 و تكبد قطاع الفلاحة خسائر فادحة, وتشير آخر حصيلة تلقتها وأج من المديرية المحلية للمصالح الفلاحية الى ان حرائق الصيف الاخير قد اتت على حوالي مليوني  شجرة زيتون و اكثر من 810ألف من الاشجار المثمرة الاخرى. يضاف الى كل ذلك خسارة 778 راسا من الابقار و ازيد من 4200 من الاغنام و 3200 من الماعز و 140ألف من الدجاج الموجه لإنتاج اللحوم و 25ألف دجاجة موجهة لإنتاج البيض  علاوة على 8000 ارنب و زهاء 31ألف خلية نحل مملوءة.

رد فعل سريع

 لمواجهة آثار الكارثة غير المسبوقة  تولدت هبة تضامنية من الجهات الرسمية ومن الشعب الجزائري برمته من اجل المساعدة في عمليات اخماد الحرائق و التكفل بالعائلات المتضررة التي وجدت نفسها بين عشية و ضحاها منكوبة و فقدت كل ما تملك وجندت الدولة كل مصالحها و مؤسساتها, المدنية و العسكرية من أجل مساعدة المنطقة التي راحت ضحية مؤامرة من جهات أرادت من خلال الحرائق الاجرامية, زعزعة استقرار الجزائر. فقد اعلن الوزير الاول وزير المالية ايمن بن عيد الرحمن, الذي زار ولاية تيزي وزو, ان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون, قد انشأ صندوق خاص لتعويض المتضررين من حرائق الغابات التي سجلت عبر البلادو سمح هذا الصندوق بمساعدة المنكوبين عبر منح مساعدة مالية تتراوح بين 250.ألف و مليون دج للذين احترقت منازلهم و في شهر سبتمبر الاخير تم تعويض قطعان الماشية التي احترقت و يتم حاليا اعادة انشاء بساتين الاشجار التي احترقت و لازالت عملية التعويض متواصلة. من جانب تجند الشعب عبر كل ولايات الوطن لمساعدة المتضررين بكل ما هم بحاجة اليه فقد توافدت على ولاية تيزي وزو قوافل لامتناهية من المساعدات, ليلا و نهارا من جميع انحاء البلاد. و ارتسمت في الاجواء, صورة رائعة من معاني التضامن, فقد كانت حركة الشاحنات على الطريق الوطني رقم 12 لا تهدأ و كذا على الطرق المؤدية الى القرى, لنقل شتى المواد الغذائية و الالبسة و الادوية و الالعاب و الاغطية و الشموع و مواد اخرى. كما جاب اطباء و مختصون نفسانيون و فنانون و غيرهم وجمعيات ومنظمات, مختلف القرى المنكوبة و مراكز الاستقبال ليقدموا كل حسب استطاعته, يد المساعدة من اجل العودة الى الحياة العادية و لم يؤثر على تلك الهبة التضامنية, لا وباء كوفيد 19 و لا الاغتيال الجبان لجمال بن اسماعيل بالأربعاء ناث ايراثن, الذي لقي التنديد و الادانة الشديدين من سكان الولاية الذين صدموا لمثل تلك الهمجية. وقد لعبت ردة فعل و موقف والد جمال بن اسماعيل دورا هاما في افشال المؤامرة التي استهدفت البلاد و وحدة الشعب و قد كانت عبارته الشهيرة لقد فقدت إبنا لكنني ربحت منطقة, بمثابة المسمار الأخير في تابوت المتآمرين وأدت الى تعزيز أواصر الاخوة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق