ثقافة

الصحراويات تواصل النضال ضد المخزن

في عيدها العالمي

تحيي المرأة الصحراوية هذا العام اليوم العالمي للمرأة منتشية بالمكاسب الدبلوماسية و الانتصارات العسكرية التي تحققها الصحراء الغربية على درب معركة التحرر من براثن الاستعمار المغربي الذي يتفنن في إبادة شعبها و نهب خيراتها .

و مما لا خلاف فيه أن المرأة الصحراوية نقشت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الكفاح و المقاومة حتى أصبحت ايقونة النضال في العصر الحديث شعارها في الحياة النصر أو الشهادة و انخرطت المرأة الصحراوية في الكفاح المسلح لتحرير وطنها منذ انطلاق الثورة الصحراوية ضد الاستعمار الاسباني في السبعينات و بعدها ضد الاحتلال المغربي كما سجلت حضورها المميز في المعركة السياسية و الدبلوماسية و الإعلامية وهي ترافع من أجل حق شعبها في تقرير المصير و الاستقلال كما انخرطت المرأة الصحراوية  في معركة بناء مؤسسات الجمهورية العربية الصحراوية و العضو المؤسس في الاتحاد الإفريقي ووجودها في مراكز صنع القرارو كثيرات هن النساء الصحراويات اللواتي وثقت وسائل الإعلام العالمية بطولاتهن و قصة صمودهن في وجه القمع المخزني داخل المدن الصحراوية المحتلة .

ظلم والاستبداد

 رغم التعتيم الإعلامي تماما مثلما وثقت المنظمات الحقوقية العالمية ما طالهن من انتهاكات جسيمة لثنيهن عن المطالبة بحقهن في تقرير المصير وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية و تعد الناشطة الحقوقية الصحراوية سلطانة سيد ابراهيم خيا التي تفرض عليها قوات القمع المخزنية حصارا جائرا بمنزلها العائلي بمدينة بوجدور المحتلة منذ أكثر من 470 يوما واحدة من أيقونات النضال الصحراوي نظرا لما تتعرض له و عائلتها خاصة شقيقتها الواعرة و والدتها المسنة من قمع و تنكيل و تروي سلطانة خيا فيما تعانيه و عائلتها على يد قوات الاحتلال المغربي الذي حول منزلها إلى سجن يفتقد لأدنى شروط الحياة من قطع للماء و الكهرباء و اقتحامات متكررة في ساعات متأخرة من الليل ما حرم العائلة من النوم و أبرزت في هذا الإطار ما يقوم به بلطجية المخزن من قذف أبواب المنزل و نوافذه بالحجارة و المواد القذرة كما أبرزت ما تتعرض له من ضرب مبرح تسبب لها في عاهة مستديمة ناهيك عن السحل و التحرش الجنسي اللفظي و الجسدي و اغتصابها و شقيقتها أمام والدتها و نبهت المناضلة الصحراوية إلى محاولات الاحتلال المغربي تصفيتها جسديا عدة مرات عن طريق حقنها بمواد مجهولة المحتوى و منعها من العلاج حتى بعد إصابتها بفيروس كورونا وكذا منعها من الخروج من المنزل و قمع كل من يحاول زيارتها للتضامن معها وما يمارسه الإعلام المخزني من كذب و تضليل و تحريف للحقائق بخصوص حقيقة الوضع في الجزء المحتل من الأراضي الصحراوية لاسيما ما يتعلق بالمدافعين عن حقوق الإنسان لتشويههم لدى الرأي العام .

استنكار لصمت العالم

و عبرت سلطانة خيا عن أسفها إزاء صمت العالم على المجازر الحقوقية التي ترتكب بحق الشعب الصحراوي و المرأة الصحراوية خاصة في المدن المحتلة في وقت تحتفل المرأة في العالم بعيدها العالمي في كنف الحرية و الاستقلال و ناشدت سلطانة خيا كل الضمائر الحية في العالم من أجل إنقاذ الشعب الصحراوي من الاحتلال المغربي مشددة على أن النساء الصحراويات المكافحات و المناضلات و المجاهدات سيواصلن النضال من اجل استكمال الجمهورية الصحراوية سيادتها على جميع أراضيها المحتلة و من جهتها ناشدت عضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي مينا أبا علي المجتمع الدولي من أجل التدخل لإنهاء معاناة المرأة الصحراوية الذي استباح الاحتلال المغربي كرامتها و شرفها مستنكرة صمت الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي إزاء جرائم الاحتلال المغربي الذي يمعن في انتهاك القانون الدولي الإنساني في الصحراء الغربية و قدمت المناضلة الصحراوية شهادة حية لما تعرضت له على يد قوات الاحتلال المغربي من اختطاف و تهجير قصري منذ التسعينات رغم أنها لم تكن تتجاوز آنذاك 16 سنة كما فرض عليها الاحتلال حينها الإقامة الجبرية في طانطان جنوب المغرب و بعد العودة إلى مدينتها بالعيون المحتلة تضيف مينا أبا علي قام الاحتلال المغربي باختطافها مرة أخرى على خلفية المشاركة رفقة مجموعة من الطلبة في رفع أعلام الجمهورية و الكتابة على الجدران شعارات تمجد جبهة البوليساريو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي و تندد بالاحتلال المغربي مبرزة العذاب الذي تعرضت له خلال استنطاقها وتواجدها بالسجن. و أنه تعرضت مؤخرا مرتين إلى الضرب يوم 18 فيفري بمناسبة عيد الأم الصحراوية و يوم 27 فيفري خلال زيارتها رفقة مجموعة من المناضلات  للمناضلة سلطانة خيا للتضامن معها في محاولة لفك الحصار عنها.و استنكرت وجود جدار الذل و العار الذي مازال يفصل العائلات الصحراوية في القرن ال21 و لم تفوت القيادية في الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي الفرصة لدعوة المرأة عبر العالم للالتفات أكثر لأختها الصحراوية التي تعاني من جبروت الاحتلال المغربي و الأكثر من جبروت صمت العالم عن حقها في الحرية و الاستقلال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق