ثقافة

الثورة المجيدة للشعب العظيم

التاريخ كما يجب أن يكون

شعب قهرته الخطوب فتسلح بالشجاعة و اليقين و عقد العزم أن تحيا الجزائر و نوفمبر غيرت فجر الحياة وكنت نوفمبر مطلع فجر وذكرتنا في الجزائر بدرا فقمنا نضاهي صحابة بدر.و في ظل نقاش رهيب و تردد و إرتباك لدى قادة الثورة تخوفا من عدم تقبل الشعب الجزائري للثورة التحريرية المباركة وقف العبقري الفذ محمد العربي بن مهيدي ليصدح بعبارته الخالدة إرموا بالثورة للشارع يحتضنه الشعب فهل لبى الشعب النداء و احتضن ثورة الأبطال ؟ خالد و عقبة كلمة السر ليلة الفاتح نوفمبر 1954 م لتنطلق حرب غير متكافئة القوى 1200 مجاهد و 400 قطعة سلاح في مواجهة جيش جرار مجهز بأحدث التجهيزات ،فلا مجال للمقارنة . لقد صنع الشعب نموذجا ملهما في القرن 20 م في ملحمة تاريخية غيرت مجرى العالم الإنساني بإسقاط فرنسا أكبر قوة إمبريالية في قرن 20 م و إعادتها لحجمها الجغرافي المحدود . فعلا لقد لبى الشعب الأبي نداء الثورة و أكد مقولة الشهيد الرمز العربي بن مهيدي رحمة الله عليه فإلتحق بكل شرائحه نصرة للوطن ، وقدمت كل فئة ماعليها للثورة حيث أدرك العمال الجزائريون بأنهم يعانون الإستغلال و القمع و بالتالي فوضعيتهم الخاصة كشعب مستعمر تتطلب منهم النضال للتخلص من البؤس و الشقاء و العبودية و هذا مرهون بتحرير الجزائر ففي خضم معركة التحرير و خلال العام الثاني من الثورة أسس العمال الإتحاد العام للعمال الجزائريين في 24 فيفري 1956م هذا الإتحاد الذي ولد من رحم الثورة فبعد شهر من إنشائه أصبح يضم 110 ألاف منخرط موزعين على 72 فرعا نقابيا ولعل أبرز ما قدمه العمال للثورة هو جمع الأموال و الألبسة و نقل تعليمات قيادة الثورة و توزيع المناشير و تشكيل خلايا الثورة و هذا ما جعلهم يتحولون إلى أداة هامة من أدوات النضال التي وظفتها الجبهة في مواجهة المخططات الإستعمارية مما جعل الكثير منهم عرضة للسياسة الإجرامية من سجن و اعتقال و نفي و تعذيب و التي كان من ضحاياها الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين الشهيد عيسات إيدير الذي استشهد يوم 26 جويلية 1959م .أما التجار فقد إستجابوا لنداء الوطن و قد برز دورهم من خلال المشاركة في تنظيم إضراب الثمانية أيام من 28 جانفي إلى 04 فيفري 1957م فرغم التهديدات الإستعمارية إلا أن التجار و في كامل أنحاء التراب الجزائري  في المدن و القرى و مثلما كان مقرر من طرف الجبهة و في وقته المحدد  حيث أصبحت مدن الجزائر مشلولة  حيث أغلقت المحلات و البعض منها أفرغت من السلع و قد برهن في هذا الإضراب التجار و العمال الجزائريون للعدو و للعالم أجمع بأنهم لا يقبلون بغير الثورة بديلا  وقد بلغت نسبة الإستجابة لإضراب الثمانية أيام 98 بالمائة مما دفع القوات الفرنسية إلى إقتحام المنازل بالقوة و تحطيم أبواب المحلات و اعتقال الكثير من التجار و تعذيبهم و استنطاقهم  و رغم هذا فقد حقق التجار إنتصارا سياسيا للثورة فقد ناقشت هيئة الأمم المتحدة القضية الجزائرية في جمعيتها العامة يوم 15 فيفري 1957م .     الأستاذ غرتيل محمد     

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق