اقتصاد

كيف تجاوزت روسيا ” الحرب الإقتصادية الغربية “؟

بعد عامين من الصراع

لم تختلف حدة الصراع العسكري عن وتيرة ما تسميه موسكو الحرب الاقتصادية الغربية عليها طوال عامين من الصراع بين روسيا وأوكرانيا المدعومة من الغرب.وفرض على روسيا خلال عامين فقط 12 حزمة من العقوبات طالت أكثر من 14 ألف كيان وفرد فيما خرجت الدولة ومصارفها عن تغطية النظام الاقتصادي العالمي.

وكانت روسيا مضطرة إلى التعامل مع هذه التغيرات بوسائل جديدة حققت لها نموا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.6بالمائة حتى أنها حجزت مكاناً بين الدول الأسرع نموا خلال 2023.وبشأن هذه المعادلة الاقتصادية الغريبة وغير المسبوقة يقول الخبير في الشؤون الاقتصادية ليونيد فولوبوييف إن قيادة روسيا لاقتصادها خلال العامين الماضيين لم يتخيلها أحد ويوضح فولوبوييف أن الغرب فرض على روسيا عقوبات تاريخية من حيث العدد والنوعية فاقت ما فرض على دول أخرى مثل إيران أو كوريا الشمالية وحتى فنزويلا ورغم ذلك استطاعت روسيا بطريقة لافتة أن تقلب السحر على الساحر . وأضاف أن العديد من الخبراء توقعوا في الفترة الأولى من العقوبات عدم صمود الاقتصاد الروسي وأن الروبل الروسي ستزيد أصفاره مقابل العملات الأجنبية لكن ما فعلته روسيا قلب المعادلة فموسكو على ما يبدو جهزت خططها الاقتصادية كما العسكرية مع بداية الحرب فقد سمحت الأسواق البديلة لروسيا بالفرار من الحواجز الغربية لبيع المنتجات خاصة النفط والغاز والقمح وفعليا كانت للصين الحصة الأكبر يليها بعض الدول في الشق الشرقي من عالمنا . وتابع فولوبوييف في الداخل استطاعت خطوط الإنتاج الروسية المحلية إعادة إحياء نفسها وفعليا وبالشراكة مع بعض الدول الحليفة منها الصين أطلقت الشركات الروسية البدائل عن كل شيء غربي سواء في التصنيع المحلي أو الاستيراد من الصين واستطرد بالقول إذا تجول أي شخص من خارج روسيا سيجد البصمة الصينية الواضحة فالشوارع باتت مزدحمة بالسيارات الصينية والمحال التجارية باتت هي الأخرى ممتلئة بالبضائع الصينية والمحلية أيضا.

الغاز لم يتوقف

بدوره رأى الباحث في شؤون الاقتصاد الدولي ميخائيل شوركوف أن حاجة العالم للطاقة والغذاء الروسي هي التي غيرت المعادلة .وقال شوركوف إن أوروبا تحتاج للطاقة ولم تنجح بالتخلي عن الغاز الروسي وما زال هذا الغاز يصل إلى المطابخ والمعامل الأوروبية سواء أعلنوا عن ذلك أم لا فلا بديل عنه ولفت إلى أن روسيا لم ترم غازها أو نفطها في البحر ولم يتوقف دخول الدولار أو العملات الأجنبية الأخرى إلى مخازن البنك الروسي المركزي ورأى شوركوف أن العقوبات الغربية الضخمة عقدت سلاسة المعاملات التجارية الروسية لكنها لم تنجح في إيقافها.وتابع بل على العكس كانت آثار العقوبات سلبية أكثر على من أصدرها وهذا باعتراف الدول الغربية ذاتها فالمواطنون الأوروبيون باتوا يدفعون كلفة هذه العقوبات عبر تخصيص أموال أكثر للطاقة والغذاء . وبشأن توقعاته للاقتصاد الروسي في العام الثالث للحرب رأى الباحث في شؤون الاقتصاد العالمي أن الاقتصاد الروسي سيستمر في 2024 بالصمود فروسيا اليوم توسع من خطوط أسواقها وأشار إلى أن العالم ليس أوروبا وأمريكا فقط فهم لا يشكلون الأغلبية لا بعدد السكان ولا بحجم الاقتصاد وهذا ما تعمل عليه روسيا فعليا فالشرق وغنائمه الاقتصادية هو البوصلة لاقتصاد روسيا الحديث.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق