الرياضة

فرصة لإكتشاف المواهب الشابة

الدورات الرياضية الرمضانية بوهران

تحظى الدورات الكروية التي تقام خلال شهر رمضان الفضيل بأهمية كبيرة بوهران باعتبارها منجما لاكتشاف المواهب الناشئة التي عادة ما تلفت اهتمام المراقبين والكشافين الذين يحرصون بدورهم على الحضور في مثل هذه الدورات لاصطياد ”العصافير النادرة” والعمل على صقل موهبتهم على مستوى الأندية.

ولا يكاد يخلو شارع أو حي بعاصمة الغرب الجزائري من إقامة دورات رمضان الكروية فأصبحت كرة القدم في الشهر الفضيل علامة بارزة رياضيا بكثافة الدورات سيما منذ انتهاء الأزمة الصحية العالمية المتعلقة بفيروس كورونا التي تسببت في تجميد نشاط هذه الدورات لقرابة ثلاث سنوات. وتدخل دورات رمضان في كرة القدم لهذا العام والتي اشتهرت بها وهران منذ عدة سنوات في إطار برنامج ثري أعدته عدة هيئات محلية وجمعيات أحياء في مقدمتها مديرية الشباب والرياضة التي تسعى لاستغلال المرافق الجوارية الكثيرة التي تمكنت من إنجازها لإحياء السهرات الرمضانية التي تنطلق غالبا بعد صلاة التراويح. وتزامن النصف الثاني للشهر الفضيل هذا العام مع العطلة المدرسية الربيعية مما يعد سانحة للشبان المولوعين بكرة القدم ومختلف الرياضات الأخرى لممارسة هوايتهم المفضلة, وهو الأمر الذي يفسر انطلاق عدد كبيرة من الدورات الرياضية مع بدء العطلة الربيعية. هذا الأمر ينطبق على الدورة التقليدية التي تنظمها جمعية ”راديوز” التي يطلق عليها دورة ”رمضان فوت” وأعطيت إشارة انطلاقتها نهاية الأسبوع الماضي حيث غالبا ما شهدت في طبعاتها السابقة حضورا مميزا لنجوم الكرة الجزائرية على غرار عنتر يحي وكريم زياني وإسلام سليماني كضيوف شرف لتحفيز اللاعبين الشبان على التألق وشق طريق النجومية. كما يعيش حي كاسطور هذه السنة أجواء رمضانية رياضية مميزة بعد استفادته من مركب رياضي جواري تم تدشينه في الفاتح نوفمبر من العام الماضي حيث يحتضن سهرات رمضانية مميزة بفضل الدورات التي يستضيفها على مستوى مختلف ميادينه المتخصصة في عدة رياضات. في ذات السياق قال اللاعب الدولي السابق والمدرب الحالي لفريق أقل من 21 سنة لمولودية وهران الناشط في الرابطة الأولى لكرة القدم بشير مشري: “انتشرت دورات رمضان بقوة في السنوات الأخيرة سيما في ظل انجاز العديد من الملاعب الجوارية والتي تسمح للاعبين الشبان بإبراز كامل موهبتهم”. وأضاف: “كانت دورات رمضان وما تزال منجما حقيقيا لاكتشاف المواهب الصاعدة والدليل على ذلك مشاهدة حضور أعداد كبيرة من المراقبين والكشافين من أجل الفوز بخدمات أحد المواهب”. وأصبحت هذه الدورات الصغيرة خلال الشهر الكريم تستقطب قاعدة شعبية كبيرة تتمتع بمشاهدة مهارات اللاعبين وأضحى الجميع ينتظر ويترقب بشوق حلول الشهر المعظم من كل عام لمشاهدة نجوم الملاعب الصغيرة التي توسعت دائرة إقامتها بعد أن صار لها نجومها ومنظ موها ورو ادها وجماهيرها.

 الدورات الرمضانية تنافس الأكاديميات الرياضية

ويندرج ضمن هذا المسعى تنظيم اللاعب الأسبق لجمعية وهران ومولودية العاصمة حميد نشاد دورة كروية في هذا الشهر الفضيل بحي السلام ببلدية وهران حيث أكد أن الهدف منها هو ” إعادة بعث النشاط الكروي إلى هذا الحي الذي كان بالأمس القريب منبعا لاكتشاف المواهب الشابة” معربا عن أمله في استفادة هذا الحي من ملعب جواري لائق. وعن استفادة الأندية من دورات رمضان في اكتشاف المواهب الشابة أوضح نشاد الحائز على لقب البطولة الوطنية مع مولودية العاصمة في موسم 1998-1999: “في الماضي والحاضر كذلك كانت الدورات التي تنظم في شهر رمضان فرصة كبيرة تنتهزها الأندية لاكتشاف المواهب الرياضية الجديدة فلم تكن هناك البرامج الرياضية المتنوعة والأكاديميات الرياضية الموجودة الآن والتي يتم من خلالها تنمية وتدريب المواهب الجديدة”. ولعل أكبر دورة رمضانية في كرة القدم تستقطب جمهورا غفيرا هي تلك التي يحتضنها الملعب الجواري ”البركي” حيث تشهد مشاركة واسعة لفرق ممثلة لعدد من بلديات الولاية حيث يسعى رئيس الدورة معلي قادة ”لاكتشاف اللاعبين من مختلف أحياء وهران والعمل مستقبلا على صقل هذه المواهب وتشجيعها ”. من جانبه ينظم المجلس الشعبي البلدي لبوتليليس بالتنسيق مع النادي الرياضي الهاوي الوئام دورة في كرة القدم طيلة شهر رمضان يتنافس فيها 12 فريقا و سيكون النهائي في ليلة ال26 من الشهر الفضيل. أما الرابطة الجهوية الوهرانية لكرة اليد فاغتنمت تزامن العطلة المدرسية الربيعية مع شهر رمضان لإجراء نهائيات الكأس الجهوية للفئات الشبانية عند الذكور والإناث حيث سيكون الموعد يومي 28 و30 مارس الجاري على مستوى قصر الرياضات حمو بوتليليس للاستمتاع بفنيات شبان مختلف الأندية التابعة للرابطات الولائية المنضوية تحت لواء الرابطة الجهوية وعددها سبع رابطات من الجهة الغربية للبلاد. وينتظر أن تجلب النهائيات اهتمام عدد من التقنيين أملا في اكتشاف مواهب شابة لضمها إلى فرقها الناشطة في المستويات العليا وهو الأمر الذي كثيرا ما حدث في مثل هذه النهائيات حسب رئيس الرابطة الجهوية الوهرانية ابراهيم بونادر. ويتمتع هواة الرياضات القتالية منذ نهاية الأسبوع الماضي بالدورة التقليدية التي ينظمها النادي الرياضي الهاوي ”بوشيدو” لصالح الفئات الشابة الناشطة في رياضة الكاراتي حيث نوه رئيس النادي هواري بن موفق بالظروف ”الجيدة” التي تجري فيها هذه الدورة في طبعتها الثانية. وصرح في هذا الشأن: ”هذه المبادرة تمنح الفرصة لاكتشاف المواهب الشابة. بالنسبة لطبعة رمضان الحالي قمنا بإدراج اختصاص الدفاع الذاتي فضلا عن الرياضة التقليدية ”المطرق” التي منحنا من خلالها الفرصة لقدامى هذا الاختصاص لتعريفه للشباب باعتبار أن الأمر يتعلق بإرث رياضي مشهور بوهران منذ القدم”. ولم يقتصر النشاط في هذا الموعد على الجانب الرياضي باعتبار أن مسؤولي النادي المنظم ارتأوا أيضا برمجة مسابقة أخرى لأحسن قارئ للقرآن الكريم من بين الرياضيين المشاركين في الدورة وذلك في الليلة السادسة والعشرين من شهر الصيام وهي مبادرة لقيت الثناء من أولياء الرياضيين المعنيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق