محليات

بعد قرقينطة وبيتي … ميشلي في طريق الزوال

وهران تتحسر على تحفها المعمارية التجارية

من خلال هدا الاستطلاع نسلط الضوء على السوق المغطى ميشلي بوهران هو من أشهر وأجمل الأسواق فهو إرث تارخي يعاني التهميش والإهمال حاليا بسبب فراغه وعدم وجود الحركية والنشاط التجاري فيه بالطابق العلوي يكاد يكون مشلولا لا خضر ولا فواكه التي كانت تزين طاولات البائعين ولا سلع معروضة في المحلات الموجودة التي أصبحت مغلوقة والبعض منهم تحولت لمستودعات لتخزين السلع وأخرى مهجورة وخاوية على عروشها .

هذا السوق العريق الذي كان يرتاده أغلب سكان وهران خاصة القاطنين بوسط المدينة وحتى الزائرين لوهران وتغنى بهذا السوق الشعراء والفنانون ورسمت معالمهم بعدة ألواح زيتية وظل لحقبة زمنية طويلة يحافظ على كيانه رغم إهتراء جزء منه إلى أنه لازال يحافظ على جماليته بهندسته الجميلة ومساحته الكبيرة فسطحه يبلغ 1480 متر مربع وهو مبني بالخرسانة المسلحة وهو مغطى وبأعلى قفه ثمانية أقواس مصنوعة بالخرسانة المسلحة وتتباعد عن بعضها البعض بمقدرا 7.60 متر والأقواس طولها 18.50 مترا نفس الشيء بالنسبة للجدران مبنية بالخرسانة المسلحة الرقيقة والطوب المجوف وبالطابق الأرضية ألواح من الخرسانة المسلحة يتكون من طابق أرضي علوي بإرتفاع 2.50 متر يحتوي على السوق الرئيسي الذي يعاني التجار فيه حاليا وهناك طابق أرضي سفلي بإرتفاع 4.10 متر وتم تشييد بعض المرافق به على غرار دورات المياه والنوافير وحوض الغسيل وتم استخدام مواد بناء أخرى على غرار خزف أبيض لتكسية المحلات التجارية بأبعاد 3.60 متر إلى 2.50 متر وارتفاع 2.80 متر وأيضا الغرانيتو من الفسيفساء الرخامية تزين الأرضية وبلاط حجري ورخام أبيض للأغطية ويؤدي إلى السوق الرئيسي أدراج بعرض 4 أمتار بالمدخل الرئيسي فيما يوجد على الجوانب مداخل بها أيضا أدراج بعرض 3 متر مصممة بإحكام وإتقان وسهلة الصعود بسبب تناسق الأدراج وملائمة جدا للعديد من رواد السوق على اختلاف أعمارهم.

 تقنية سبقت زمنها

شارك في بناء هذا السوق العديد من الجزائريين خاصة في المهام الشاقة التي كانت تسند إليهم تم تشييده في 1935 من طرف المهندس جورج وولف لويس 1873-1970 وقد صمم على الواجهة عنصر مهم للتهوية  بإستخدام – كلوستراس – وهو عنصر زخرفي وتقني يسمح بالتهوية الجيدة وبهذا التصميم الرائع أصبح سوق ميشلي مشروع معماري ذو نظام ضخم وهو مصمم ليس فقط للاستجابة للوظيفة التجارية فقط ولكن للتعبير عن تقنية معمارية تتناسب مع مدينة وهران العروس المتوسطية وعاصمة الغرب التي كانت ولازالت وستظل مركز تجاري ضخم بحركيته ونشاطه الإقتصادي والصناعي وميناءها الكبير ومبانيها الحضارية التي جعلت المعمرين يسعون مع كل توسع عمراني يشيدون كل ما يحتاجونه وفي مقدمتها الأسواق العديد التي لازالت شاهدة على تلك الحقبة بين القرنين السادس عشر وكانت الساحات الحضرية في المدينة بمثابة أسواق – بلاس دو لا بيرل – حيث أقيم السوق الرئيسي الأول وبلاس دو كارتيي دي لا مارين وبلاس أوكس هيربس – في الفترة الثانية من الاحتلال التركي 1791-1830 شهدت المدينة تحولات بسبب حالة الخراب التي خلفها الزلزال ليلة 8 إلى 9 أكتوبر 1790 ومن بين تلك الأسواق التي أقيمت أيضا يضاف إليها سوق الحي وهو ساحة حضرية “بلاس بلونش” والذي كان مخططا ليكون سوقا في الهواء الطلق بعد احتلال الفرنسيون لوهران في 1831 عبر المرسى الكبير في تلك الفترة لم يكن هناك سوق مغطى بوهران وبدأ هذا المفهوم الجديد لمساحة السوق وشكله الجديد وبعد زيادة الكثافة السكانية للمدينة بقدوم المستوطنين حدثت تحولات جديدة في مدينة وهران وأسواقها في 1837 كان في مدينة وهران 7 أسواق كلها في الهواء الطلق باستثناء قاعة مغطاة وضعت لوزن وبيع الحبوب والزيوت بنيت بعد 1830 ويمثل هذا البناء بداية ظهور السوق المغطى في وهران.

 وهران مدينة أوروبية

في 1839 تم إنشاء سوق ثان للفحم في ساحة المستشفى الذي تم بناؤه عام 1840 وسوق للماشية مع عدد قليل من الملاجئ الخشبية بالقرب من ميناء نابليون. وفي 1844 تم افتتاح سوق للحبوب والخضروات في ساحة “أودينو” في موقع كانت تشغله في السابق إسطبلات القطارات وعلى غرار المدن الأوروبية تحاول السلطات الاستعمارية الفرنسية جعل وهران إحدى المدن الأوروبية في تلك الحقبة الزمنية من خلال الهندسة المعمارية للمباني وتشييد كل ما يمكنه تسهيل سبل العيش للمستوطنين من الطرقات وشبكات الصرف الصحي وتنظيم النسيج الحضري بتخطيط هندسي واعتماد تخطيط المدن في 5 جوان 1845 تم تدشين  لأول مرة سوق مغطى  يسمى متوازي الأضلاع المغطى ويقع في ساحة دورليان ويعلن متوازي الأضلاع عن النموذج الذي تم اعتماده لبناء الأسواق المغطاة خلال الفترة الاستعمارية كان عبارة عن سوق كبير مغطى للفواكه والخضروات وملحق ببائع سمك وفي 1867 بعد اعتماد خطة المحاذاة النهائية للمدينة الجديدة تقرر بناء سوق مغطى حيث يُسمح بالنشاط التجاري في الهواء الطلق في مكان مقابل كنيسة القديس يوحنا المعمدان وأثار ذلك انتقادات بحكم الموقع ومساحته لأن المستوطنين كانوا يرون أنه يجب للسوق الرئيسي للمدينة أن يقع في مكان أكبر وأكثر أهمية في 1871 تم بناء سوق مغطى في ساحة باسترانا. من 1881 إلى 1920 انتشرت المدينة من خلال التوسع على هضبة كارغوينتا حول ساحة نابليون التي كانت بمثابة سوق على الهواء الطلق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق