ثقافة

حمام السخنة…الوجه الآخر للحمام

من السياحة الغابية بسطيف

تزخر سطيف بعدة حمامات معدنية طبيعية تقدم وصفات علاجية مضمونة و التي استقطبت على مر الأزمنة الآلاف من الزوار  و التي تعول عليها السلطات في بناء قاعدة متينة للسياحة الحموية المعدنية و التي تجذب السياح المحليين و الأجانب .

و من بين أهم الحمامات في سطيف حمام السخنة التي تعتبر منطقة ربط و تواصل منذ الأزمنة الغابرة بين المدن القديمة فموقعها عند مفترق ثلاث مدن أثرية قديمة كيوكول وسيتيفيس و تيمقاد جعلها على مر العصور محط اهتمام الإنسان لتوفرها على أماكن للاستراحة، و منابع المياه يستريح عندها المسافر قبل استكمال رحلته. ناهيك عن تضاريسها و أراضيها الواسعة جعلها معبراً محبّذاً لعابري السبيل و لكل متنقل بين هذه المدن قديماً إلى يومنا هذا. فحمام السخنة من أجمل المناطق السياحية تسحرك بخضرة الجبال المحيطة بها التي تضفي بظلالها رونقا على العيون زيادة على موقعها الاستراتيجي بالطريق الوطني رقم 75 الرابط بين منطقة الأوراس كبـاتنة و خنشلة بعاصمة الهضاب سطيف لذا فحمام السخنة هي الوجهة الأساسية لكل زائر قادم من مختلف مناطق الوطن خاصة الجنوبية منها.وعلى بعد 50 كلم جنوب شرق سطيف وسط طريق مفعما بالأشجار و لاخضرار المزارع توجد مدينة صغيرة و منطقة سياحية بامتياز و منه أخذت و حملت اسم حمام السخنة ما جعلها أكبر قطب سياحي في سطيف ترتفع على مستوى سطح البحر بـ 869م. اكتسبت هذه المدينة السياحية شهرة فاقت حدود الولاية ليصل إلى الولايات المجاورة بل و ذاع صيتها حدود الوطن الأمر الذي جعل منها مزارا و قبلة للباحثين عن الراحة النفسية و السياحة الحموية و العلاج الطبيعي. حيث أن هذه المحطة المعدنية تعد جوهرة سياحية نادرة تشهد إقبالاً كبيراً من طرف الزوار في العطل خصوصا و خلال الأيام الربيعية من قبل العائلات التي تعشق الطبيعة و ما فيها من ظروف مناخية رائعة فهي تتوّفر على كل الإمكانيات الضرورية لكل علاج حموي إذ أن مياهها من أجود المنابع العلاجية.

تاريخ الإكتشاف

يعود تاريخ اكتشاف أول منبع مائي معدني بحمام السخنة إلى 1956 حيث تم آنذاك التنقيب عن بئر عادية فعثر  بعد ذلك على ماء ساخن ليتم بناء حوله الحمام القديم الموجود إلى حد الآن. أما بعض الروايات تقول عن حمام السخنة كانت عبارة عن أرض شبه خالية بها مستنقع مائي معدني يحيط به نبات السبار يقصده الزوار من كل حدب وصوب و بعد أن عرفوا قيمة مياهه بدء يشهد انتشار للسكنات و البنايات و كان أول تجمّع سكاني بها 1970. حسب بعض المراجع أن الحمام القديم بمنقطة حمام السخنة أنجز على شكله الحالي على حساب ميزانية البلدية خلال السنوات 1967 إلى 1970 بمساحة تقدر بـ 2048 متر مربع ليشهد في 1992 توسعة و إعادة التهيئة. أما المركب المعدني أنجز في إطار المخطط البلدي للتنمية 1974 بمساحة قدرت بـ 1726متر مربع.

العلاج الطبيعي

يجد العديد من المرضى العلاج الطبيعي التقليدي في الحمامات المعدنية المنتشرة بالجزائر و لعل أهمها حمام السخنة بسطيف حيث تعد هذه الأخيرة المدينة الصغيرة الجميلة التي تحتضن بين جبالها ثروة مائية حموية هائلة تعالج العديد من الأمراض أهمها حمام العتيق و المركب المعدني لما يتميز به من الهدوء و الجمال و المنظر الطبيعي الخلاب و هو مشهور على المستوى الوطني لأنه منطقة سياحية قلت نظيراتها و يقع في مكان رائع و مياهه الطبيعية تنبعث من باطن الأرض تصل حرارتها لأكثر من 50 درجة مئوية و هي مفيدة للتداوي كما أن هذه المياه تتميّز بخصوصيات جمّة إذ أنها تحتوي على عدة معادن منها الحديد و الكبريت و كبريتات الكالسيوم التي لها فائدة كبيرة لجسم الإنسان و تساعد في علاج أمراض العظام و الجلد خاصة لكبار السن و المرضى المصابين بالتهابات العظام الروماتيزم.و بفضل موقعه المميز وسط غابة صنوبرية جعلت منه موقعا استشفائيا ممتازا أضحى قبلة لعشاق الطبيعة و الباحثين عن الراحة و الاستجمام و التي عرفت معها توافد العشرات من السياح عليها و القادمين من مختلف ولايات الوطن كباتنة والمسيلة وأم البواقي فضلا من مناطق الوسط و الشرق قسنطينة و ميلة و خنشلة كما يزور هذا الحمام طلاب المدارس و الرياضيين من مختلف ولايات الوطن و ذلك من أجل أعادة لياقتهم البدنية و الاستجمام الطبيعي و الطبي. و حتى المغتربين يفضلون زيارة هذه المنطقة، نظراً للمناظر الخلابة التي تتوفر عليها حيث جمال الطبيعة الساحر و التي قلت نظيراتها في الوطن حيث يقصدون حمام السخنة لقضاء أمتع الأوقات على ضفافه لراحة العائلات التي تفضل الاستمتاع بتناول وجبات الغداء وسط الغابات و نسيم الهواء العليل الممزوج بروائح أشجار الصنوبر التي تبعث في النفس الراحة و السكينة متمتعين في الوقت ذاته، بالمناظر الطبيعية المحيطة بها و تعد هذا المدينة مقصدا للسواح من كل جهات الوطن لما تحتويه من فنادق و مرافق سياحية و مسبح و أماكن للراحة.

حيوية فريدة

أكثر شيء يمكن أن يلفت انتباه زائري حمام السخنة هو طبيعتها العذراء بكل ما تحمله الكلمة من معنى جعلتها تتمتع بأنواع أخرى من الترفيه و هي السياحة الغابية طيلة فصول السنة و الاصطياف على جنبات الغابات. لأن حمام السخنة تتميز بحيوية فريدة من نوعها يتوافد عليها المواطنون سواء بمفردهم أو مع عائلاتهم و أصدقائهم من أجل أن يتقاسموا سحر الطبيعة الخلاب كما أن نكهة السياحة بها لا تقل متعة عن شواطئ البحر و شمسها إذ تحتوي هذه الأخيرة على مركب جواري رياضي تابع لمديرية الشباب و الرياضة بالولاية و مجهز بقاعة استقبال و مكتبة و قاعة للمحاضرات و قاعة للإعلام الآلي و مسبح صغير في الهواء الطلق فضلا عن المركز الثقافي و مركب جواري رياضي و ملعب رياضي و حديقة و غابة و حوض سباحة و ثلاث ملاعب جوارية و بحيرة سياحية في طور الانجاز.تبقى حمام السخنة جوهرة حقيقية للسياحة الجزائرية لما تمنحه من قدرات و سمات تفوق بكثير المناطق السياحية الأجنبية جعلتها قبلة للآلاف العائلات من كل ولايات الوطن و على مدار كل فصول السنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق