تم تقديم بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي “هنا والآن” عرض مونودرامي يجمع بين الدراما والرقص المعاصر و المسرحية من تأليف سماح سميدة مصممة الرقصات والأستاذة في المعهد العالي للفنون المسرحية والسمعية البصرية.
وتستكشف المسرحية حالة المرأة الجزائرية من خلال التأمل في الذاكرة والبحث عن الحرية. و تميز العرض الذي بلغ مدته 40 دقيقة بدمج معرض صور في قلب تصميم الديكور. تتكامل الصور المتناثرة في الخلفية مع حركات الفنان. تشرح سماح سميدة إن دمج النص والصورة يعطي صوتا لقصص غير مرئية. كل إيماءة كوريغرافية دقيقة ورمزية تترجم كل إيماءة كوريغرافية دقيقة ورمزية رحلات تتسم بالشدائد والصمود وتستحضر واقع المرأة الجزائرية والأفريقية والعربية. تعمل الأعمال البصرية التجريدية أحيانا والتصويرية أحيانا أخرى على عكس المشاعر التي ينقلها الرقص. وعلى خلفية موسيقية مشوبة بالكآبة والحزن وإضاءة خافتة وداكنة، تتقدم ببطء امرأة نحيلة ذات عينين كئيبتين ترتدي ملابس سوداء بالكامل وترسم حركات رشيقة تعبر عن الأناقة التي تحاول أن تودع في صفحات خيالية من مذكرات. حولها تتناثر الأوراق والصور المكتوبة على الأرض وتحيط بها وتمنعها من الخروج وتجاوز هذه الدائرة المقيدة التي تحد من المساحة وتقلل من أنفاس الحياة. وفوقها تتدلى قطع متباينة من الأقمشة والملابس المتباينة التي تستحضر لحظات حاسمة في حياتها وتجلب الاضطرابات والانعطافات و الانعطافات و الاختلالات.
