يعتبر المتحف العمومي الوطني ناصر الدين ديني ببوسعادة من بين أهم المتاحف الوطنية في الجزائر المختصة في مجال الفن التشكيلي تم بلورة فكرة إنشاءه بموجب  قرار وزاري سنة 1969 وفاء لذكرى الفنان نصر الدين ديني الذي زهد في حياة الترف بباريس وأحب قطعة من أرض الجزائر وسكنها حيا وميتا.

ففي اليوم العالمي للمتاحف الموافق لـ 18 ماي 1993 تم افتتاح المتحف الذي يخلد اسمه وسط البيت العربي الأصيل الذي عاش فيه . يقع المتحف في حي لموامين الشعبي الذي اشتراه واستوطنه ديني وألف أهله و تسمى باسمهم في وسط المدينة ويتربع على مساحة تقدر ب  570 مترا مربعا وسط المباني السكنية للأهالي  وبهذا يعتبر أصغر متحف مساحة في الجزائر.و إذا وصفنا المتحف بشكل عام نجده يتشكل من طابقين به أرضية ومنزل الفنان الذي سمي على اسمه تقابله قاعة عرض خاصة بالفن التشكيلي تعرض بها لوحات لأهم الفنانين التشكيليين في الجزائر كمحمد اسياخم وعلي خوجة وعائشة حداد .وفناني المنطقة وما جاورها وغيرهم كما أنها قاعة  تستخدم لإقامة المعارض الموسمية والندوات والمحاضرات ومختلف النشاطات الثقافية .بالإضافة إلى مكتبة عامة وورشة أعمال فنية  خاصة  بالطفولة  ومواهبها الفنية ومخبر الترميم والحفظ الخاص بالأعمال الفنية . وطابق علوي يحوي قاعة عرض دائمة خاصة بأعمال ديني الأصلية وبعض أغراضه الشخصية والإدارة العامة  .

إن المتحف العمومي الوطني ناصر الدين ديني وإيمانا من قناعاته بضرورة التجذر في محيطه الثقافي ولعب الدور المنوط به كفاعليه ثقافية فانه يحرص على تطوير مكتسباته والاستفادة من تجاربه السابقة .  فبالرغم من حداثة عهده مقارنة بمتاحف أقدم منه فإن سجل أرشيفه ثري بعديد الأنشطة والبرامج الثقافية والأيام والمعارض الفنية. يحرص المتحف على أن لا يفوت فرصة المشاركة في مختلف النشاطات الخارجية التي يدعى لها سواء كانت فنية أو دراسية وذلك بغية التطوير الذاتي والاستفادة من تجارب الآخرين ومن أهمها تكمن أهمية المتحف في جمع المقتنيات الفنية  وحصرها و تخزينها بصورة علمية سليمة وتسهيل الوصول إليها عند الطلب وعرضها بصورة لائقة لا سيما المتعلقة بالفنان نصر الدين ديني .

متحف ديني

بحكم تخصصه يستقطب المتحف العديد من الفنانين والكثير من هواة ورواد الفن التشكيلي حيث يلتمسون فيه الهام الريشة وحس الفن بالمقابل يبرمج المتحف معارض فنية خاصة بيوم الفنان تكريما وتشجيعا للفنانين .

الدور الاجتماعي

يسهم المتحف في تنمية الحس الجماعي والحضاري والذوق الفني والأدبي وكذلك ربط العلاقة الاجتماعية بين الماضي والحاضر وتصميم الثقافة العامة وإغناء المعرفة وتدريب المجتمع على حب الترتيب والتنسيق وتعليمه الآداب عند الدخول والخروج والتجول والاطلاع والإبداع وكيفية الحوار والإنصات وكل الأخلاق التي لها علاقة بالفرد والمجتمع.

صناعة السياحة

 لقد أصبح المتحف رقما هاما في معادلة صناعة السياحة في المدينة وذلك بفضل علاقة التأثير والتأثر بينه وبين المدينة حيث أنه أصبح يستقطب كل سائح  للمدينة كما  أننا لا نغفل عن دور وسائل الإعلام الذي ساهم بقسط كبير في عملية الإشهار لكليهما بالإضافة إلى الاهتمام الذي توليه الدولة لقطاع السياحة في هذا المجال لإنعاشها وتنميتها وبعثها من حال الركود وعليه فقد شكل المتحف حلقة من حلقات النسيج السياحي وتشير الإحصائيات السنوية لعدد الزيارات السنوية لحوالي 6 آلاف زائر لجميع الفئات من طلاب المدارس والجامعات والكشافة والعائلات والأجانب.

صقل المواهب

يساهم المتحف في صقل مواهب الأطفال وتنمية روح الذوق الفني لديهم حيث يوفر لهم ورشات خاصة بالأعمال الفنية واليدوية بطاقم مؤهل، أين يتلقى  البراعم المنخرطين فيها  تدريبات في التربية الفنية خلال الموسم الدراسي، وقد جرت العادة أن تكون خاتمة الموسم يوم عيد الطفولة بإقامة معرض خاص للأعمال المنجزة من طرفهم وتكريمهم . كما يظم المتحف مكتبة فنية تاريخية يقدم من خلالها خدمة المطالعة التي من شأنها أن تتيح للرواد  فرص إيجاد المعلومة في البحث والاطلاع لمختلف الفئات  العمرية والمستويات الدراسية.

 تحقيق الأهداف

 يسعى المتحف جاهدا إلى تحقيق أهدافه السامية التي من أجلها أنشأ  في خضم التطورات  الحاصلة في الجانب التقدمي والتأطيري بغية تحقيق جملة من الأهداف العامة والخاصة غرس مفاهيم الثقافة المتحفية كثقافة عامة.و إعطاء فرصة للزوار للتعرف على ثقافة المنطقة ومدى اتصالهم بالفنان ديني وعلاقتهم بها من خلال لوحاته . والتعريف بآثار الفنان ديني كونها ثروة ثقافية متميزة.و ربط الصلة التاريخية  بين الأجيال. وإبراز الوجه الآخر للمدينة كقطب سياحي تاريخي ووطني .