ثقافة

”لعفو يا مولانا” موروث يحيي القلوب

بين أزقة الواحة الحمراء

لا يزال سكان قورارة بولاية تيميمون يحتفظون بالعادة الاجتماعية المتوارثة “لعفو يا مولانا” حيث يحيون في كل سنة وفي مثل هذه الأيام هذا الموروث الثقافي متضرعين إلى المولى عز وجل أن يشملهم بعفوه ورضاه ويدفع البلاء عن البلاد والعباد. وتشمل هذه المناسبة طقوسا راسخة تتمثل في انطلاق جموع المواطنين من حي أولاد إبراهيم بمدينة تيميمون مرورا بأزقتها القديمة وأحيائها وصولا إلى سوق سيدي موسى مرددين أثناء ذلك قصائد ومدائح دينية وألسنتهم تلهج بالدعاء إلى الخالق لدفع البلاء وطلب العفو  ومغفرة الذنوب والخطايا مثلما أوضحه الباحث في التاريخ وأحد أعيان المنطقة قديري بشير. ويجول هؤلاء السكان عبر مسارات تشمل أحياء وشوارع مدينة الواحة الحمراء مرددين الأذكار والأدعية المتوارثة “لعفو يا مولانا” وقراءة قصائد الإمام البوصيري كما يقومون بزيارة أضرحة الأولياء الصالحين. وفي هذا الصدد أكد الأستاذ قديري أن هذه العادة الاجتماعية الراسخة في المجتمع المحلي تعود إلى قرون عديدة في منطقة قورارة حيث كان سكانها يخرجون في جماعات تضم أئمة ومشايخ وأعيان يتضرعون خلالها إلى العلي القدير أن يصرف عنهم كل ما حل بهم من كرب أو بلاء أو مرض يستعصى علاجه إلى جانب توزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين. من جهتها تسهر المرأة بقورارة على تحضير بعض الأكلات الشعبية يتم تناولها بساحة سوق سيدي موسى بالواحة الحمراء. وترافق تلك المظاهر التراثية مشاهد من فلكلور الطابع المحلي تنشطها فرق القرقابو والحضرة على وقع المدائح والأدعية والأذكار. وبخصوص التأصيل الشرعي لهذه العادة التراثية أكد الشيخ عبد السلام أبو أمحمد أحد الأئمة بمنطقة قورارة أن الصدقات تدفع البلاء والمصائب كما تنص عليه تعاليم وقيم الدين الاسلامي الحنيف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق