شهد جناح مصر ضيف شرف الطبعة الـ17 للمهرجان الدولي للشريط المرسوم بالجزائر “فيبدا”  إقبالا لافتا من محبي الفن التاسع الذين توافدوا على ما يقدمه أربعة فنانين مصريين من مؤلفات ومطبوعات تعكس المستوى العالي لهذه الممارسة الفنية في مصر حسب ما لوحظ.

وبالمناسبة أوضح محافظ المهرجان سليم براهيمي أن اختيار مصر ضيف شرف الطبعة يعكس متانة العلاقات الثقافية بين الجزائر ومصر وهو أيضا فرصة للجمهور لإكتشاف إبداعات جديدة لفناني مصر في هذا المجال خاصة وأن مصر عريقة في الشريط المرسوم ولديها تنوع في التقنيات.  واستقطب الجناح المصري في اليوم الرابع من المهرجان الذي تصادف والعطلة الأسبوعية فضول واهتمام الجمهور من عشاق الفن التاسع من مختلف الأعمار وذلك من خلال تصفحهم بشغف لمختلف المؤلفات والمطبوعات في فن الشريط المرسوم بما فيه المانغا والتي يقترحها أربعة فنانين مصريين محترفين من أجيال مختلفة. ويشارك في هذا الإطار كل من خالد عزيز أندرو هنري سارة فيكتور لويد ورشا أبو المعاطي من خلال نماذج مختلفة من إبداعاتهم سواء باللغة العربية أو العامية المصرية أو اللغة الإنجليزية وهي أعمال يبرز فيها تأثر هؤلاء بالمدرستين الأمريكية واليابانية مع لمسة مصرية بارزة. وأقبل بعض زوار المهرجان ومعظمهم من الشباب وطلبة الثانويات والمعاهد الذين اعتادوا حضور فعالياته كل عام على الجناح المصري الذي تزينه ملصقات تبرز العديد من الأبطال وسط تفاعل كبير لهؤلاء الفنانين الذين لم يبخلوا على الزوار بتقديم توضيحات حول الرسومات والشخصيات وقد أكد هؤلاء أيضا أن مصطلح “القصص المصورة” أو “الكوميكس” هو الرائج في مصر وليس الشريط المرسوم. وفي هذا الإطار, تعرض الفنانة رشا أبو المعاطي مؤلفات بديعة في فن “المانغا” اليابانية على غرار “سيلفي الصاروخ” التي تتحدث فيه عن تاريخ وشخصيات من الحضارة المصرية القديمة و”نساء لكل العصور” الذي تتطرق فيه لقضايا المرأ كما تقدم أيضا “سلسلة الغرباء” في 4 أجزاء و”نزهة فضائية مع الأشعة المقطعية” ومن خلال هذه الإبداعات يبرز مزج جميل لها بين تقنيات المانغا اليابانية ولمستها الخاصة بالمانغا المصرية. وأعربت الفنانة عن سعادتها لاختيار مصر ضيف شرف هذه الطبعة من المهرجان معتبرة أن ذلك يعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر والجزائر ومشيدة في نفس الوقت بهذا المهرجان الذي يحضى بمشاركة واسعة من فنانين من مختلف بلدان العالم كما قالت وأكدت ذات المتحدثة وهي أيضا مصممة جرافيك وفنانة رقمية أن المهرجان منصة سنوية لتبادل الخبرات والشراكة واكتشاف إبداعات مبتكرة وتجارب من مختلف البلدان إضافة إلى أنه يسمح بتوطيد العلاقات الفنية بين المشاركين لافتة في نفس الوقت إلى مهرجانات مشابهة ببلدها على غرار مهرجان القاهرة الدولي للقصة المصورة.

تميز خاص

 ويعرض بدورهما الثنائي أندرو هنري وزوجته سارة فيكتور لويد مجموعتيهما “أرض الفانيلا” و”إن سمايل” إلى جانب سلسلة من الرسومات لشخصيات كارتونية معروفة في عالم الشريط المرسوم وقد أبدى الزوار إعجابهم بمواضيع وتقنيات هذين الفنانين المستلهمة خصوصا من المدرسة الأمريكية. وأشاد هذا الثنائي بتميز الجمهور الجزائري وذائقته الرفيعة وإقباله الكبير على الجناح المصري معتبرين أن المهرجان محطة هامة تجمع صناع الفن التاسع وعدد من أهم أسمائه الفنية في العالم.  وعن تجربتهما الشخصية أوضح الفنانان أن لديهما 25 سنة في مجال الكوميكس والمانغا وتصميم الشخصيات وأنهما يمتلكان استديو متخصص في صناعة القصص المصورة اعتمادا على النموذج الأمريكي كما ينتجان رسومات مصورة لمؤلفين من الولايات المتحدة و بريطانيا و الصين وغيرها. وتعرض في هذا السياق العديد من إبداعات هؤلاء الفنانين المصريين بجناح المهرجان الخاص بالمعرض الفني الجماعي والذي يضم أعمالا في الشريط المرسوم لـ 13 فنانا من مختلف بلدان العالم بينها أيضا إسبانيا فلسطين, تونس, اليابان الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك.