أبرزت المشاركات في الطبعة الـ 10 للمهرجان الوطني الثقافي لإبداعات المرأة الخميس بالجزائر العاصمة أهمية الترويج للتراث الثقافي الأصيل ونقله إلى الأجيال الصاعدة. وعشية اختتام هذا المهرجان المنظم في فيلا بولكين بحسين داي الجزائر العاصمة أكدت العارضات القادمات من مختلف مناطق الوطن بالإجماع أنهن يتحلين بإرادة قوية في الترويج لهذا التراث الثقافي الأصيل ونقله إلى الأجيال القادمة. وترى نادية عمي موسى رئيسة جمعية “تيرسلت أغلان” من بني يزقن من غرداية أن السبب الرئيسي الذي شجعها منذ 2012 على مواصلة العمل في حرفة نسج الزرابي هو عزوف فئة الشباب التي باتت منشغلة بالعالم الافتراضي في شبكات التواصل الاجتماعي وأيضا اختفاء بعض الرموز والعلامات والنقوش في الزرابي الحالية باعتبارها كانت تحمل دلالات من التراث الثقافي المحلي الأصيل. وقد دفعها هذا الواقع كما تقول إلى البحث في الوثائق التاريخية أو في الميدان للعثور على النقوش الصخرية التي تقوم بتصويرها ودراستها وتحليلها لإعادة توظيفها على الزرابي التي تقوم بتصميمها بورشتها. من جانبها أكدت رئيسة جمعية النهوض بالصناعة التقليدية والأنشطة الثقافية لولاية بوسعادة صباح سلامة التي تشارك في المهرجان بجناح خاص لصناعة الحلي باستعمال مزيج متنوع من المواد أنها تدافع بشغف عن التراث الثقافي الأصيل مذكرة بأنها منذ سنة 1997 وهي حاضرة في الميدان لحماية التراث الجزائري الغني والمتنوع من السرقة والطمس من خلال الترويج له و نقله للأجيال القادمة. وبرفقة ابنتها السيدة نجاة حمودي المشاركة معها في هذه الطبعة جددت السيدة صباح سلامة عزمها على مواصلة عملها الترويجي من خلال مشاريع من بينها إطلاق قناة على مواقع التواصل الاجتماعي تقدم من خلالها برنامجا مخصصا لإبراز القيمة التاريخية والثقافية للتراث الجزائري الأصيل و ثرائه و تنوعه. وفي الختام أكدت المشاركات على ضرورة توفير المواد الأولية الخاصة بمختلف الحرف التقليدية معربات عن رغبتهن في المشاركة في الأسابيع الثقافية ما بين الولايات إضافة إلى تلك التي تمثل الجزائر في الخارج. وسيختتم المهرجان الوطني الثقافي الـ 10 لإبداعات المرأة غدا الجمعة بعد أن جمع على مدار أسبوع العديد من العارضات من مختلف مناطق البلاد حول التراث الثقافي المادي واللامادي الجزائري