محليات

نقلة نوعية في جراحة الشرايين

" روتاركس" لأول مرة وطنيا و بمستشفى وهران

في إطار تعزيز التكوين الطبي واعتماد أحدث التقنيات العلاجية  نظّمت مصلحة جراحة الشرايين بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران  تحت إشراف البروفيسور ليلى أحلام بوزيان  ورشة تدريبية الأولى حول تقنية “روتاركس ”    التي ستُعتمد لأول مرة في الجزائر  حيث اشرف على افتتاح هذا اليوم التكويني كل من  قادي محمد هبري  المدير العام المساعد للمؤسسة نيابة عن المدير العام ال يد بار رابح، إضافة إلى البروفيسور تومي هواري رئيس المجلس العلمي  والبروفيسور أبي عياد مؤسس تخصص جراحة الشرايين و الاوعية الدموية في الجزائر، البروفيسور رحو أمين مدير النشاطات الطبية و العلاجية بالمؤسسة.

تضمن هذا الحدث  تقديم الجهاز الطبي الجراحي من طرف السيد عمرو صلاح  مدير التسويق الإقليمي للشركة المصنعة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إلى جانب تقديم محاضرات علمية حول التقنية الجديدة  قدمها مختصون في المجال كما تم تقسيم الأطباء والشبه الطبيين إلى أفواج للاستفادة من التكوين النظري والتطبيقي  إضافة الى تدريب عملي على جهاز محاكاة  لمساعدة الأطباء  على إتقان التقنية قبل تطبيقها على المرضى  تلاه اختبار تقييم معرفي  الذي يهدف إلى تقييم مدى استيعاب المشاركين للمعلومات المقدمة  وهو في الوقت ذاته وسيلة لخلق جو من المنافسة بين الأطباء  مما يحفزهم على التركيز أكثر خلال المحاضرات ويشجعهم على إتقان هذه التقنية  وقد تم تخصيص فرصة لتطبيق التقنية عمليًا داخل غرفة العمليات بعد رمضان للفائزين في الاختبار  حيث ستكون لهم الأولوية في ممارستها.

وفي هذا السياق، صرّحت البروفيسور بوزيان بأن تقنية ROTAREX تُعد ثورة في مجال جراحة الشرايين حيث تعتمد على تفتيت وشفط التجلطات الدموية وإعادة فتح الشريان بأسلوب طفيف التوغل  ما يجعلها بديلاً فعالًا للجراحات التقليدية المعقدة. وأوضحت أن هذه التقنية لا تتطلب التخدير العام، بل تجرى تحت التخدير الموضعي  مما يساهم في تقليل مدة الإجراء وتسريع تعافي المرضى حيث يمكنهم مغادرة المستشفى في وقت وجيز واستئناف حياتهم الطبيعية بسرعة.

 حالات الإنسداد تتزايد

وأضافت أن التقنية تُستخدم لعلاج انسداد الشرايين خاصة الشريان الفخذي ومتلازمة انحباس الشريان المأبضي  مشيرةً إلى أن هذه الحالات في تزايد خاصة بين المدخنين و كذا المرضى الذين يعانون من امراض مزمنة كالقلب و السكري،  كما اشارت الى أن المصلحة تُجري حاليًا بين 4 إلى 5 عمليات أسبوعيًا للمرضى الذين يعانون من انسداد الشرايين  في حين أن هذه التقنية الجديدة تتيح إمكانية إجراء 4 عمليات يوميًا حيث تستغرق كل عملية ما بين 30 إلى 60 دقيقة فقط، مقارنة بالجراحات التقليدية التي قد تستغرق أكثر من 4 ساعات وتتطلب فترة استشفاء طويلة  مضيفة أن هذه التقنية لا تقتصر على مصلحة جراحة الشرايين فقط، بل يمكن توسيع استخدامها في مصلحة أمراض القلب ومصلحة التصوير الطبي  ما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير الخدمات الطبية وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.

من جانبه، صرّح البروفيسور بشير بلبنة  رئيس الجمعية الجزائرية والمغاربية لجراحة الأعصاب ورئيس قطب الرأس والرقبة والعظام والمفاصل بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر  بأن مصلحة جراحة الشرايين تستقبل مرضى من مختلف أنحاء الوطن وتسعى لمواكبة التطورات الطبية العالمية خاصة في مجال الجراحة الطفيفة التوغل  وأكد أن أمراض القلب والشرايين تُعد من أبرز مسببات الوفيات في الجزائر، مشيدًا بالدعم الذي توفره الدولة الجزائرية ووزارة الصحة والسلطات المحلية   إضافة إلى التسيير المحكم للإدارة الاستشفائية  ما يعكس الإرادة الحقيقية في تطوير المنظومة الصحية الوطنية  و تأكيدا على أهمية هذا الحدث شدّد البروفيسور بلبنة بشير على أن هذه الورشة التكوينية تُشكل خطوة محورية في تحديث الممارسات الطبية بالمؤسسة  وتسهم في رفع كفاءة الطاقم الطبي والشبه طبي وتمكينه من أحدث التقنيات الحديثة ما يعكس الالتزام المتواصل بتقديم رعاية صحية متطورة وفق أعلى المعايير.  ق م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق