أحيت باتنة الذكرى الـ71 لاجتماع لقرين التاريخي الشهير الذي تم عقده في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر 1954 بدار المناضل عبد الله بن مسعودة المدعو مزيطي بمشتة لقرين ببلدية أولاد فاضل التي تبعد بحوالي 70 كلم عن مدينة باتنة. واستهلت المناسبة التي حضرها رئيس الجهاز التنفيذي المحلي محمد بن مالك وعدد من مجاهدي المنطقة وجمع غفير من المواطنين بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري المخلد للذكرى وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء لتتم بعد ذلك زيارة البيت الذي احتضن اللقاء بقيادة الشهيد مصطفى بن بولعيد قبل أيام معدودات من تفجير الثورة التحريرية المجيدة. ويستمد اجتماع لقرين التاريخي الشهير أهميته, حسب الشروح التي قدمت للحضور من كونه شهد ضبط آخر الترتيبات بالمنطقة لثورة الفاتح نوفمبر 1954 و التطرق للجوانب التنظيمية للمجاهدين وتوزيع السلاح عليهم. و تكفل آنذاك بحراسة المكان حسب شهادات عديد المجاهدين الذين عايشوا الحدث ومنهم المجاهد المتوفى أحمد قادة أزيد من 200 مناضل من سكان مشتة لقرين دون أن يكونوا على علم بما سيجري بالمنطقة. وأكد الباحث والمختص في التاريخ الدكتور جمال مسرحي من جامعة باتنة 1 بأن السبب الرئيسي لانعقاد اجتماع لقرين يتمثل في كون الشهيد مصطفى بن بولعيد أراد وقتها أن يبلغ قيادة المنطقة الأولى الأوراس بقرارات لقاء مجموعة الـ 6 وأهمها اندلاع الثورة التحريرية المظفرة ومضمون بيان أول نوفمبر. و تطرق ذات المصدر إلى الأهمية الإستراتيجية لمنطقة لقرين التي اختارها بن بولعيد بعناية حيث تتميز بطبيعتها السهلية وقربها من طريق رئيسي مما يمكن من رصد أي تحركات للعدو بالجهة بسهولة كبيرة كما أن صاحب الدار التي احتضنت الاجتماع عبد الله بن مسعودة المدعو مزيطي كان محل ثقة كبيرة لدى بن بولعيد الذي كان يتردد على الجهة منذ الأربعينات. وتخلل إحياء هذه الذكرى التاريخية تكريم مجاهدين و أرامل شهداء إلى جانب معاينة عدد من المشاريع التنموية منها التهيئة الحضرية لمنطقة بولفرايس وصولا إلى مشتة لقرين وتهيئة وتكسية ملعب بلدي بالعشب الاصطناعي ببولفرايس إلى جانب تدشين مسجد بهذه المنطقة من بلدية أولاد فاضل