شكل موضوع مكافحة ظاهرة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية محور فعاليات ملتقى وطني نظم بالمتحف الوطني العمومي بالشلف مع تسجيل مشاركة واسعة للأسلاك الأمنية والسلطات القضائية وكذا باحثين و ممثلي المصالح الثقافية لعدة ولايات مجاورة. وأشرف على افتتاح هذا الملتقى الذي يأتي في إطار إحياء اليوم الدولي لمكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية والي الولاية إبراهيم غميرد الذي أكد بالمناسبة على دور هذا النشاط في التنسيق بين مختلف الأجهزة و الهيئات في سبيل الحفاظ و حماية التراث و الممتلكات الثقافية. من جهته أبرز نائب مدير الحماية القانونية للممتلكات الثقافية بوزارة الثقافة و الفنون رشيد بوثلجة أن الجزائر عملت على سن ترسانة قانونية و برمجة دورات تكوينية لمختلف فاعلي القطاع بغية حماية الآثار و التراث و التصدي لهذه الظاهرة. وأضاف أن وزارة الثقافة و الفنون أنشأت منذ 2005 ضمن مساعيها لمكافحة الظاهرة و التصدي لكل محاولات المساس بالتراث إدارة متخصصة و مسؤولة عن متابعة ملفات منع الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية و هي مديرية الحماية القانونية للممتلكات الثقافية و تثمين التراث الثقافي. كما تطرق المتدخلون خلال هذا الملتقى إلى التشريعات القانونية الوطنية و الدولية في مجال مكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية ودور مديريات الثقافة في صون و استرجاع الممتلكات الثقافية المنقولة و حمايتها وجهود المصالح الأمنية و المؤسسات الثقافية في هذا المجال. وفي هذا الصدد اعتبر رئيس مكتب الاتصال بالمديرية الجهوية للجمارك بالشلف المفتش العميد محمد لعروسي أن هذا اللقاء يعد فرصة لعرض تجربة مصالحه في مجال التصدي لهذه الظاهرة غير المشروعة فضلا عن تكوين الأعوان الجدد الذين شاركوا في هذه التظاهرة و إطلاعهم على التشريعات القانونية و مستجدات القطاع و كذا سبل حماية الممتلكات الثقافية المحجوزة خلال عملية نقلها للمؤسسات المختصة كالمتاحف. من جهتها أكدت رئيسة مصلحة التراث بمديرية الثقافة و الفنون لولاية معسكر نادية ذياب على الدور الذي تضطلع به المديريات المحلية للقطاع للتنسيق مع المؤسسات المختصة لإجراء الخبرة على المحجوزات الأثرية ثم تطرقت لمراحل عملية نقلها إلى المتاحف الوطنية أو الجهوية على غرار متحفي وهران و الشلف. و على هامش هذه الفعالية قام الوفد الولائي و المشاركون بزيارة جناح المحجوزات الأثرية التي تم تسليمها للمتحف الوطني العمومي عبد المجيد مزيان و التي تتمثل في مسكوكات نقدية تماثيل و أحجار و شواهد و تعود للحضارات القديمة.