مجتمع

ثروة إلفيس بريسلي تزيد كل عام ملايين الدولارات

ملك الروك توفي في ال 40 قبل 45 عاما

لم يكن فيرنون بريسلي يعلم أن وليده الجديد إلفيس سيكون ذا شأن كبير؛ ربما اعتبره بشرى خير بعد وفاة توأمه الثاني أثناء ولادتهما في صباح بارد بالثامن من يناي عام 1935 لكن بالتأكيد أن وفاة أحد طفليه جعلته يحيط الآخر الذي عاش بما يمكنه توفيره من عناية واهتمام رغم بساطة حاله في مجتمع لا يزال يعاني من آثار الكساد الكبير وبذلك ينشأ إلفيس بريسلي الطفل الذي سيصبح ملك “الروك آند رول” بين أسرة محبة رغم تواضع أحوالها وفقرها.

نشأ إلفيس طفلا وحيدا في أسرة فقيرة عمل والده فيرنون بسلسلة من الوظائف البسيطة وعام 1938 حين كان إلفيس في الثالثة من عمره حُكم على الأب بالسجن 3 سنوات لتزويره شيكا وقضى بسبب ذلك أقل من عام خلف القضبان وبسبب الفقر كانت الأسرة تتنقل دائما ورغم ذلك كان إلفيس محاطا بالمحبة من جميع المحيطين في مجتمعه الصغير في كل من مدينتي توبيلو وممفيس ومنذ صغره كان إلفيس شغوفا بالموسيقى وفي مدرسته الإعدادية رُشح لعدد من المسابقات وحصل على أول غيتار كجائزة في إحدى المسابقات عام 1946 وفي 1948 انتقلت عائلة بريسلي من توبيلو إلى ممفيس بحثا عن فرص أفضل وهناك التحق إلفيس بمدرسة هيومز الثانوية وتخرج عام 1953 ليصبح أول فرد في أسرته يحصل على الشهادة الثانوية وبعد التخرج عمل في محل ميكانيكي وسائق شاحنة قبل أن يبدأ مسيرته الموسيقية بأول تسجيل له مع أغنية لا بأس في جويلية 1954 وهو بعد في الـ19 من عمره.

هديته لأمه ..

عندما كان في الـ19 من عمره دخل إلفيس بريسلي إلى استوديو ممفيس ودفع 4 دولارات لتسجيل بعض الأغاني هديةً لوالدته وعندما سمع صاحب الأستوديو سام فيليبس صوت إلفيس أعجب بجودة صوته فدعاه للتدرب مع بعض الموسيقيين المحليين وبعد أن سمع فيليبس صوت إلفيس بريسلي وهو يغني أغنية لا بأس التي منحها بريسلي نكهة ريفية بطابع الغرب الأميركي وافق على إصدارها كأغنية منفردة ضمن علامة صن ريكوردز التجارية الخاصة به وانتشر التسجيل بشكل واسع لتبدأ مسيرة بريسلي المهنية وخلال العام التالي اجتذب إلفيس عددا متزايدا من المعجبين في الجنوب الأميركي وفي 1955 باعت شركة صن ريكوردز عقده إلى شركة مؤسسة راديو أميركا للتسجيل، مقابل مبلغ قياسي بلغ 40 ألف دولار وسجلت له المؤسسة ثاني أغنياته فندق هارت بريك  التي حققت انتشارا واسعا على المستوى الأميركي في أوائل عام 1956 ثم تسجيله أسطوانة كاملة على الوجهين بأغنيتي كلب الصيد ولا تكن قاسيا .

شهرة وتجنيد

في سبتمبر 1956 ظهر إلفيس في البرنامج الشعبي عرض إد سوليفان وهو برنامج تلفزيوني وطني منوع ومن خلاله نال إعجاب عدد كبير من المراهقين الذي دخلوا في حالة هستيرية بسبب وجوده على المسرح بمظهره وأغانيه البسيطة من 1956 إلى 1958 ساهم إلفيس بريسلي في التبشير بعصر موسيقى الروك آند رول، وفتح الأبواب لكل من فناني موسيقى الروك خلال هذه الفترة قام ببطولة 4 أفلام ناجحة تضمنت جميعها مقطوعاته موسيقية أحبيني برفق 1956 وجيلهاوس روك 1957 وأحبك 1957والملك كريول  1958 وفي 1957 كان إلفيس شابا مفعما بالحيوية والطاقة في عمر 22 عاما  لكن رغم صغر سنه تمكن من دفع مبلغ 102.500 دولار أميركي مقابل شراء قصر غريسلاند في مدينة ممفيس، حيث أصبح منزله لمدة عقدين من الزمن حتى وفاته وفي 1958 تم تجنيد إلفيس بريسلي في الجيش الأميركي وخدم لمدة 18 شهرا في ألمانيا الغربية سائقا لجيب عسكرية وخلال فترة تجنيده سُمح له باستئجار منزل منفصل ليتمكن من العمل والإنتاج في فترات إجازاته التجنيدية كما تمكن من إبقاء الشباب الأميركي مشبعا بالتسجيلات التي قام بريسلي بتسجيلها قبل مغادرته جميع الأغاني الخمس التي أصدرها خلال هذه الفترة حققت في النهاية مبيعات قدرت بمليون نسخة بعد إنهاء فترته التجنيدية عام 1960، اتجه إلفيس إلى تغيير أسلوبه الغنائي بالتزامن مع وقوعه في الحب من الشابة بريسيلا بوليو التي ستصبح زوجته الأولى حيث ركز على القصص الرومانسية الدرامية مثل هل أنتِ وحيدة الليلة وتقاعد من الحفلات الموسيقية للتركيز على أفلامه الموسيقية وقدم 27 فيلما خلال فترة في الستينيات بما في ذلك زُرقة هاواي  1961  وتحيا لاس فيغاس   1964وفرانكي أند  جوني 1966  وفي 1967 تزوج من بريسيلا بوليو وأنجب الزوجان ابنتهما ليزا ماري في 1968.

سقوط واكتئاب ثم إدمان

بحلول نهاية الستينيات وبالتزامن مع التغيرات السياسية والاجتماعية في أعقاب المظاهرات السياسية والحركة الاجتماعية المناهضة للحرب الأميركية في فيتنام خضعت موسيقى الروك آند رول لتغييرات جذرية ولم يعد إلفيس بريسلي على صلة بالشباب الأميركي وأفكاره الجديدة. وحاول استعادة جمهوره من خلال عرض تلفزيوني في عام 1968 ونجح في استقطاب العديد من معجبيه ولكن كان من الصعب إثارة إعجابهم الكامل مرة أخرى كالسابق وبخاصة مع صعود نجوم الروك وفرقه القوية في نهاية الستينيات ما انعكس على مبيعات آخر 10 أغنيات صدرت له في ألبوم حب محترق في 1972. ومع ذلك حافظ ملك الروك آند رول على ثروته الكبيرة من خلال الحفلات الموسيقية المربحة والظهور التلفزيوني المكثف وبحلول منتصف السبعينيات كان إلفيس يعاني من تدهور في صحته الجسدية والنفسية. طلّق زوجته في 1973 واعتمد بشكل خطير على الأدوية الموصوفة وصار مدمنا على الوجبات السريعة ما تسبب في اكتسابه وزنا كبيرا بشكل ملحوظ وفي العامين الأخيرين من حياته ظهر إلفيس في مراحل غير منتظمة وعاش منعزلا تقريبا وفي 16 أوت 1977 عُثر عليه فاقدا للوعي بقصره في غريسلاند وتم نقله إلى المستشفى حيث أعلنت وفاته في ممفيس بتينيسي عن عمر يناهز 42 عاما بنوبة قلبية على الأرجح بسبب إدمانه وجلبت وفاة ملك الروك آند رول جحافل من المعجبين إلى غريسلاند حيث دفن هناك بعد 5 سنوات من العثور على ألفيس ميتا في قصر غريسلاند فتحت زوجته السابقة بريسيلا بريسلي العقار للجمهور لزيارته ويتدفق الآن نحو 600 ألف معجب للتجول في القصر حيث عاش ملك الروك آند رول 20 عاما وأصبح هذا المنزل الأكثر زيارة بعد البيت الأبيض في أميركا تديره شركة تجني الملايين تسمى مجموعة شركات ألفيس بريسلي لذا ليس غريبا أن يحجز إلفيس مكانا له في قائمة فوربس السنوية للمشاهير الأعلى دخلا في العالم حتى الآن ورغم وفاته قبل نحو 45 عاما لا يزال إرث إلفيس بريسلي يدر دخلا سنويا ففي 2019 كسب إلفيس 39 مليون دولار وفي 2020 تم اختياره كأحد المشاهير الأعلى دخلا حيث حقق حوالي 10 ملايين دولار من خلال أرباح ثروته العقارية وحقوق استغلال أغنياته فضلا عن زيارات المنزل الذي عاش ومات فيه أحد أهم المؤثرين في الثقافة الأميركية المعاصرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق
إغلاق